ما إن بدأ يتردد في وسائل الاعلام أن هناك احتمال إجراء حركة تغييرات في المحافظين حتى شمر معظم المحافظين عن سواعدهم و شحذوا الهمم وأصبحوا يوميًا في غزوات بالشوارع ويطوفون الميادين ويزورون المراكز والقرى الخاصة بمحافظاتهم، والتي كانوا لا يعرفونها إلا على الورق فقط بحجة الاطلاع على مشاكل المواطنين.
وبلا شك تصحبهم كاميرات الفضائيات ومراسلو الصحف؛ ليقوموا بالتصوير ونشر أخبار الغزوات بكافة وسائل الإعلام والهدف من كل ذلك إرسال رسالة للقائمين على الأمر نحن نؤدي الأمانة ونحافظ على القسم حتى يستمروا على مقاعدهم، وهم لايعرفون أن تلك الحيل لا تنطلي على أحد.
والحقيقة والله – بكسر الهاء – أن معظم المشاكل والمعوقات التي يعاني منها أهلنا بالمحافظات وتكدر عليهم صفو حياتهم حلولها بسيطة، وتكمن في إزالة أكوام القمامة المكدسة من الشوارع ليشعر الناس بأهميتهم وآدميتهم، وتركيب لمبات لأعمدة الكهرباء المطفأة ليأمنوا على أنفسهم وإصلاح مواسير الصرف الصحي المكسورة التي يسبح في مياهها البعوض ويحيا عليها الناموس.
وردم الحفر بالطرق التي تتسبب في إصابة المواطنين بالكسور، وتنظيم سير السيارات والتكاتك بالشوارع الرئيسية، وتشديد الرقابة على الأسواق منعًا للاستغلال وتشديد الرقابة على موظفي المصالح الحكومية بالمحافظة لمنع تعطيل أو تأخير أمور المواطنين لابتزازهم، والتحرك فورًا في إصلاح أعطال الكهرباء والمياه والعمل على تشجير الشوارع وإصلاح النافورات المتهالكة لإعطاء منظر جمالي وغيرها الكثير من المشاكل التي لو تم حلها في حينها لارتاح أهل المحافظات وشعروا بأنسانيتهم واهتمام الدولة بحياتهم وأحسوا بالإنجازات الفعلية والكبيرة التي يقوم بها الرئيس على أرض الواقع.
وهذه المشاكل والمعوقات لا تتطلب تشريعًا من مجلس النواب أو بنودًا مادية في الموازنة العامة للدولة، ولا وضع خارطة طريق لحلها، ولكن تتطلب أن يترك المحافظ مكتبه ذا الوسائد الوثيرة والستائر الفخمة والتكييف ويقوم بجولة يوميًا ويحل هذه المشاكل على الطبيعة، ويتوجه بنفسه عند إبلاغه عن أي مشكلة تخص خدمات المواطنين.
وهكذا يكون الراعي أمينًا على الرعية ومحافظًا على الأمانة التي أوكلت إليه من قبل القيادة السياسية وأقسم أن يحافظ عليها، والتي سوف يحاسب عليها (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) صدق الله العظيم.
mahmoud.diab@egyptpress.org