استيقظ العالم ربما على كارثة إعلامية جديدة بفعل العبث الذي طال مهنة الصحافة، وقيم الإعلام الكلاسيكية نتيجة للاختراق الذي احدثته الجماعات والسياسات، فذهب جزء كبير من طاقات المنصات الإعلامية الرصينة في الآونة الأخيرة لتطوير أدوات حديثة لكشف التزييف الالكتروني، ومواجهة القرصنة الإعلامية وعرقلة جيوش الاحتيال والتضليل الإلكتروني التي تجتاح العالم الافتراضي.
لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد أداة للترفيه وتحقيق التواصل بين الأفراد، بل ظهر لها وجه أخر قبيح حيث تحولت هذه الوسائل إلى ساحة خلفية لممارسة نوع جديد من الحروب وهي حروب الجيل الرابع، والتي يتم فيها الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في تدمير الدول، بدلا من فكرة الحروب على الأرض واحتلال الدول.
ومع سقوط حكم الإخوان بعد ثورة 30 يونيو 2013، لجأت الجماعة إلى الحرب من خلال السوشيال ميديا والقنوات التحريضية والصور والفيديوهات المفبركة ضد الدولة المصرية، في محاولة من التنظيم للعودة للمشهد السياسي من جديد، ورغم فشل الجماعة منذ سقوطها
وحتى الآن من تحقيق هدفها، إلا أن أنها تستمر في اتباع أسلوب حرب الجيل الرابع والخامس لإسقاط الدولة المصرية. وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالأمس خلال الندوة التثقيفية، من خطورة حروب الجيل الرابع والخامس في هدم الدول والتشكيك في قدرات الشعب وقياداته، وأوضح أن “اليومين اللي فاتوا شهدنا محاولة للنيل من صمود الشعب ومحاولة لهدم الدولة …إحنا بنموت نفسنا عمل وجهد وفكر.. عشان نطلع بالدولة قدام”، وأقسم على أن ما تحقق في 6 سنوات في مصر تجاوز عمل 20 عاما، وقال الرئيس السيسي،
إن الحروب المباشرة كانت تستخدم في الماضي لإسقاط الدولة وهزيمتها وعرقلة تقدمها، ولكن الآن هناك أجيالاً جديدة للحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، ويعاد تصديرها للرأي العام في مصر، لتحويل الرأي العام لأداة لتدمير للدولة، مشددا على أن “مصر لا يمكن القضاء عليها بحرب من الخارج”.
تحول قطاع الإعلام إلى مشروع سياسي واقتصادي، وإلى صناعة للرأي العام بهدف تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وفكرية وتجارية. إن صناعة الكذب في الإعلام تزامنت مع ظهور الصحافة المطبوعة، وتطورت بتطور وسائل الإعلام. وهي صناعة على درجة عالية من الخطورة لاستهدافها العقل البشري.
إذ يمكن لوسيلة إعلامية أن تقنع المتلقين أن هناك مؤامرة كونية ضدهم من خلال البث المتكرر المدروس لبعض الفقرات والجمل الكاذبة والصور الملفقة. كما يمكن للإعلان أن يغير السلوك البشري من خلال التأثير على متطلباته ورغباته، وتبديل طرق إدراكه للوقائع والأشياء المحيطة به، من خلال وسائل متعددة تقوم بتوظيف علم النفس للتحكم بسلوك المستهلك وعاداته، وتوجيهه إلى ناحية دون أخرى.
إنه الإعلام الأسود الذي يستطيع تحويل إنسان مغمور إلى شخصية شهيرة جداً من خلال التدليس والكذب والبيانات الملفقة، وخلق وقائع مزيفة، وإيهام المتلقي بأن ما يراه أو يقرأه هو حقيقة. كما يستطيع تشويه صورة إنسان أو جهة ناجحة ومتميزة، عبر نشر الأكاذيب وإطلاق الإشاعات حولها.
إن من يتوقع الحصول على الحقيقة من خلال وسائل الإعلام فإنه لا شك واهم، ذلك أن هدف وسائل الإعلام المتعددة هو إنتاج منظومات فكرية تقوم على صياغة أفكار ومفاهيم واذواق المتلقين، من خلال رسائل إعلامية وصور ورموز ومصطلحات تتكرر حتى تتحول إلى بديهيات ومسلمات في ذهن المتلقي، كي تسيطر على متطلباته من جانب، وتوظفها وتستثمرها من جانب آخر. ويمكن للإعلام أيضاً أن يكون صانعاً لنماذج بشرية ذات نفوذ مجتمعي، تقوم بالتأثير على الناس لخدمة مصالح سياسية لطرف او غيره.
ووسائل الإعلام تقوم بهذا الدور بخبث شديد من خلال إظهار جزئيات وتفاصيل صغيرة بصورة مكثفة واختزالية وبسيطة في ذات الوقت، كي يسهل تسللها إلى وعي المتلقي، ومن ثم تصبح شيء مسلم به موجود في العقل البشري، يصعب تفكيكه.
مجددا، أثبتت التفاعلات الشعبية والانفعالات السياسية التي شهدها العالم العربي في الآونة الأخيرة، أن غزو العقول والتلاعب بها بات أكثر خطوة من الغزو العسكري، وهو الأمر الذي فطنت له مبكرا بعض الجماعات الراديكالية العربية التي أنشأت جيوشها الإلكترونية لتخوض حروبها غير التقليدية على الدول والمجتمعات، وتختطف أفئدة الشباب وتحولهم إلى قنابل بشرية في كثير من الأحيان.
وبفعل المفاهيم الجديدة والمتسارعة للإعلام الحديث المرتبط بالتطور التكنولوجي وعدم استعداد المجتمعات المستهلكة للتقنية الحديثة لمواجهة هذه التطورات، تحولت العديد من وسائل الإعلام وأدواتها الأجد إلى خلاف ما صُممت له، فعجت «مواقع التواصل الاجتماعي» بصور الكراهية ومظاهر القطيعة، وتحولت الشبكة العنكبوتية إلى وسيلة لتشويه الحقائق وتغييب المعلومات بينما كان يفترض أن تكون قناة لنقل الأخبار.
، إن حروب الجيل الرابع أصبحت تعتمد على الإعلام والسوشيال ميديا بشكل رئيسي وتستخدم وسائل تمثل الرصاصة التي قد تحيى وتميت شعوبا بأكملها، والهدف منها هو اغتيال العقول المصرية الشابة والأجيال القادمة ومحو تاريخهم والسيطرة عليهم، مؤكدا أن هذه الحروب هي الأخطر والتي يمكن وصفها بالحرب الخبيثة حيث يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بث الشائعات وأحداث الفتنة خاصة وأنها تعتمد على الاستخدام السيء للتكنولوجيا وهو العمل على تزييف الحقائق وتغييرها.
أن حروب الجيل الرابع تحاول إحداث حالة من البلبلة وفقد الثقة ونشر الأخبار التي تتم بسرعة كبيرة، نتيجة وجود وسائل التواصل الاجتماعي بيد الجميع ليلا نهارا، حيث تعتمد على نشر حالة من الإحباط بين المواطنين والانقسام، فالكلمة أكثر من طلقة الرصاص، مشددًا على أن مصر تتعرض لحرب فكرية من الخارج تسعى للعمل على إحداث التفكك بين الدولة المصرية والشارع، أن القوات المعادية لمصر بعد انتصار 6 أكتوبر قرروا عدم خوض حرب نظاميه مع مصر، ومحاربتنا بما يسمى الحرب الخبيثة. أن ذلك فى إطار حروب الجيل الرابع والتي تشترك فيها الجماعة الإرهابية والدول المعادية من خلال العمل على الحرب النفسية لتستهدف عقل وقلب المواطن للوصول إليه وهو فى بيته وبث الخوف وعدم الثقة بينه وبين مؤسسات الدولة
أن كل ذلك يتمثل في أمواج عاتية تتعرض لها الدولة من فبركة فيديوهات وتدويل قضايا مزيفة من خلال الاستعانة بأشخاص مزيفه أمثال محمد على وغيرها.
” إضافة إلى تدويل ونشر شائعات وأكاذيب لفقدان الثقة بين المواطن والدولة وإحداث بلبله بأي مطلب تهتم به فئة معينة من المجتمع فمصر تتعرض لغزو العقول بحرب إقليمية منظمة وهي أخطر من الحروب النظامية “،أن هناك موجة من الشائعات والأكاذيب تنظمها أجهزة مخابرات دولية وإقليميه تريد التأثير لتحقيق أحلامهم التوسعية وتراهن على حروب العقول خاصة وأن تكلفتها صفرية بالمقارنة للحروب النظامية.
أن التنظيم الإرهابي يدير كل ذلك بخبراء نفسيين وعلم اجتماع يعلمون جيدا كيف يخاطب المواطن وكيف يمكن التأثير عليه من خلال احتياج له، ولكن الشارع المصري بدأ يدرك كل ذلك وقادر على الرد بقوة، مشددًا على أن الدولة المصرية شعبا وجيشا وجميع مؤسساتها تقف حائط صد أمام مؤامرات قوى الشر لهدم الدولة المصرية وبث الفوضى والفتن فيها.
أن جماعة الإخوان الإرهابية اعتادت طوال الفترة الماضية على ترويج أكاذيبها من خلال الشائعات التي تروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدمت أساليب عده من أجل التأثير على الرأي العام، ومحاولة تفكيك الثقة بين المواطنين والدولة بالاعتماد على كتائب الكترونية بكثافة خارج مصر واستخدام السوشيال ميديا على أوسع نطاق للتضليل، مشيرًا إلى أن الأمن القومي المصري مسؤولية كل بيت مصري، وبالتالي لابد أن نحافظ عليه والدفاع عنه” التاريخ والجغرافيا مع مصر وبوعينا نحافظ عليها من كل المؤامرات التي تحاك بنا”.
، أن جماعة الإخوان والدول المعادية لمصر تمتلك مئات الآلاف من الصفحات عبر السوشيال ميديا، والتي يتم توظيفها في ترويج الأكاذيب والادعاءات والشائعات، ويتم الترويج لهذه الصفحات بشكل كبير، من خلال الاعتماد على الإعلانات المدفوعة لمواقع التواصل الاجتماعي أن الجماعة تحصل على دعم كبير من الخارج لتنفيذ مخططاتها في الداخل معتمدة في ذلك على “السوشيال ميديا” كسلاح رئيسي لها في إثارة البلبلة، وإيهام الشارع المصري، بأن هناك حالة عدم استقرار في الشارع، ومحاولة للوقيعة بينه وبين القيادة التنفيذية.
أن إنه في ظل عشوائية الاستخدامات التي تتم عبر السوشيال ميديا بشكل كبير، وأصبح استخدامه يؤثر بشكل سلبى على الدولة، نحتاج إلى أن يكون هناك ضوابط لذلك، وأن يكون هناك اتفاقية مبرمة بين الدول تضع آليات مواجهة ما تقوم به الإخوان والتنظيمات الإرهابية وقوى الشر من فبركة أكاذيب على السوشيال ميديا ووضع آلية للحجب أيضا.
أن التنظيم يسعى دائما وأبدا إلى الترويج لأكاذيبه من خلال طرق عديدة، واستخدام كل الوسائل التي تواكب العصر من خلال دعم كبير يقدم لهم من التنظيم الدولي في الخارج، لمحاولة النيل بالدولة المصرية، وهو مخطط لابد من الانتباه لمثل هذه الأمور التي تسعى لها ،
“الجماعة نقلت حروبها عبر الواقع الافتراضي والفضاء الإلكتروني من خلال نشر الأكاذيب والشائعات عبر مواقع السوشيال ميديا ،وهو ما يؤكد مدى خطورته مستغلة في ذلك فكرة “المكلمة” المتداولة داخل هذه المواقع، والتي تساعد على بث الشائعات.. وكل هذه الأمور تدفق لها ميزانيات ضخمة والهدف هو خبيث من أجل العبث بالدولة المصرية
أن حروب الجيل الرابع تعتمد بشكل رئيسي على تقليب الرأي العام وإيهامه بالأكاذيب من أجل تدمير وطنه بنفسه دون أن يدرك وذلك من خلال زيف الحقائق واللعب على الكلمة والخداع من خلال بأمور لا توجد على أرض الواقع من أجل إثارة الفتن.
دكتور القانون العام
محكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان