ويا لها من مفارقة الكل يرفع شعار الا رسول الله.. الأعداء قبل الأحبة والأصدقاء..
البعض يرفعها بغلبة العاطفة او ذرا للرماد في العيون الوقحة.
الاخر يعرف ماذا يعنى الحب الحقيقي للرسول لذلك فهو يسعى دائما الحيلولة دونه أو حتى الاقتراب منه أو أن يمس ذلك الخيط القلوب والعقول.. فكانت خطط الاختراق الخبيثة للهجوم على النبي والتشكيك في سنة النبي واللعب على تراث النبي ومحاولة العبث للنيل منه سواء على يد كبرائهم من متفلسفة ومتعالمين او بألسنة السفهاء من بني جلدتنا ولكن هيهات هيهات.
حب الرسول يختلف اختلافا جذريا عن غيره من ألوان وصنوف الحب الأخرى ومذاقاتها ومشاربها. فهو الحب الكامل.. ليس عاطفة فقط لكنه متعلق بالقلب والنفس وبالعقل والفكر وسائر الجوارح والأحوال والأعمال فتكامل لتكون المحبة الصادقة الخالصة الحقيقية العملية لا رياء ولا خداع ولاغش.
ولابد أن تصدق هذا الحب الجوارح وتحفر معالمه سلوكيات واخلاقيات غاية في السمو والرقي منزه عن الهوى والغرض بعيد تماما عن سفاسف الامور وما يخدش حياءها وكبرياءها لأن هذا الحب من الإيمان.. حب الله ورسوله مقترنان متلازمان لا يغني أحدهما عن الآخر.ميزة الاقتران صفة وهبة إلهية خاصة بالنبي محمد إذا ذكرت الله ذكرت معه محمدا في كل الأوقات والأوضاع في الذكر في الصلاة كما اكد القران الكريم:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}(آل عمران31).
من المدهش حقا ان درجة الحب تحدد قوة الإيمان ودرجات التدين وإن كان حقيقيا أو مغشوشا فلو كان الحب للنبي صلى الله عليه وسلم مجرد اشتغالة او دروشة وهلوسة للضحك على الدقون.. فهذا عين التدين المغشوش أو المريض العليل الذي يحتاج دواء فوريا.
درجة الحب هي القدر الذي يحميك حتما من الفساد والافساد.. كلما ارتفعت درجة الحب كنت في حصانة اقوى..إذا ضعفت أو قل الارتباط كان السقوط في هاوية الفساد محققا أولا يمكن تجنبه. معادلة معيارية..الصدق والاخلاص والتجرد فيها اساس لا تعرف الخداع ولا المكر ولا الزيف ولا المراوغة..وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه المعالم ورسم حدود الحب الحقيقي حتى تكون محبته صادقة كاملة..ان يكون احب إليك من مالك وولدك ونفسك التى بين جنبيك..والحوار الشهير مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الشان خير شاهد اذ ظل يراجعه النبي حتى وصل به الى عالم الحب الحقيقي ودرجته الخالصة وعلامته ان يكون الله ورسوله احب اليك من اعز ما تملك من مال وولد..وقالها عمر معترفا مقرا حالفا بالله على صدق معتقده وموقفه من هذا الحب العزيز فقال له الرسول الاعظم:الآن يا عمر..
لو سألنا أنفسنا الآن هل نحن نحب رسول الله حقا حبا كاملا حتى نكون اهلا للاحتفال والاحتفاء بالذكرى العطرة ام هو حب عاطفة أو دروشة؟أو بمعنى أخر على أي درجة من مقياس الحب نجد أنفسنا الان؟
الجواب تكشف عنه الوقائع على الأرض تؤكده مجريات الأحداث تاريخ الصور الحقيقية المزرية والمؤذية والخجلى احيانا في كل مكان وهي لا تكذب ابدا.
الحب الناقص اوالمبتور اوالمشوش تفضحه علاقاتنا العامة والخاصة علاقة الإنسان بأخيه الإنسان القريب والبعيد حتى بوالديه بأمه وأبيه وفصيلته التى تؤويه وصاحبته وأخيه ثم ومن في الارض جميعا..علاقات تحكمها وتتحكم فيها المصلحة والمنفعة والانتهازية وحب الذات أنانية مفرطة قسوة بادية رحمة منزوعة ظلم استغلال الى ابعد الحدود وأحيانا غطرسة وصلف وغرور.انظروا الى الجرائم البشعة في حق الوالدين وفي حق الاولاد ايضا وفي حق المجتمع وهي تتنافي وتتعارض مع ابسط قواعد الحب والارتباط بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
لو كان الحب لرسول الله صادقا لما كان حال المسلمين كما نرى في مشارق الأرض ومغاربها لما كنا في ذيل قائمة الامم المتحضرة بعد ان كنا صناع الحضارة ومؤسسيها علميا وعمليا وكان الملوك والاكاسرة يخطبون ود حكام المسلمين وينقلون عنهم اصول وقواعد تنظيم الحياة والانطلاق بها.لو كان حبنا للنبي صادقا لما كنا عالة على غيرنا من المجتمعات..لما هنا على الناس واستهانوا بنا وتطاول علينا عبدة البقر والاوثان وأحفاد القردة والخنازير ولما اهينت كرامة مسلم أو مسلمة في أي مكان على وجه البسيطة..ولما صممنا الاذان على صرخات المضطهدين والمعذبين ولما غضضنا الطرف عن الذين يقتلون ويتلقون صنوف العذاب جهارا نهارا وعلى رؤوس الاشهاد في فيديوهات مصورة لا يتوقف بثها ليل نهار لا لشيء إلا أن يقولوا ربنا الله. ولما عجزنا ان نسمع اجابة ولو خجلى مرة اخرى للمستضعفين الجائرين بأعلى صوت وااا معتصماه!
الحب الحقيقي الصادق لرسول الله حالة إيمانية خالصة تقود إلى العلياء دائما وتنتشل من الوهاد الصعبة الى بر الامان والاستقرار والطمأنينة في كل شئون الحياة العامة والخاصة عابرة لكل السدود والحدود لا يحدها زمان أو مكان لانه يمتلك بالفعل القوة الدافعة والمحركة والمحرضة لكل خير ويوفر الحماية الأكيدة من كل شر اوالنزوع نحو اي من انواع الانحراف المادي والمعنوي..
نوع نادر ومميز من الحب لايكون الا منهج حياة واستراتيجية واضحة المعالم غير قابلة للاختراق ولا تعرف الانحناء الا لله وحده راكعا أو ساجدا فقط.
فيه قوة كامنة ترعب وتخيف بل وتزلزل كل الأعداء وكل قوى الشر والفتن مكانا وزمانا..وما كان ذلك الا بفضل اصحاب واتباع محمد الذين اخلصوا في حبهم لله ورسوله الذين اتقوا الله فعلمهم الله.
الغريب أن قوى الشر أدركت مع اشراقة انوارالنبوة الحقيقة واستوعبت اسرار ومكامن القوة الإيمانية لحب الله ورسوله وتأثيرها وقدرتها على المواجهة ومن قبل صناعة وتأسيس اجيال قادرة قوية لديها من الحصانة ما تعجز عن توفيره اي مناهج وفلسفات ونظريات اخرى.
لذلك كانت خططهم الجهنمية في أن يخلو بين المسلم ورسول الله أوحب الله ورسوله. فليحبوا اي شيء آخر من متع الدنيا الا رسول الله.. ويا لسخرية الاقدار انهم يقولون مثلنا الا رسول الله.ونحن أيضا الا انهم يدركون ويعرفون معناها وحقيقتها ومراميها ومقاصدها.نحن نقولها عاطفة تلوكها الألسنة لم نصل بها إلى أعماقنا إلى درجة الصدق واليقين المطلوب..
ويا لها من مفارقة الكل يرفع شعار الا رسول الله.. الأعداء قبل الأحبة والأصدقاء..
البعض يرفعها بغلبة العاطفة او ذرا للرماد في العيون الوقحة.
الاخر يعرف ماذا يعنى الحب الحقيقي للرسول لذلك فهو يسعى دائما الحيلولة دونه أو حتى الاقتراب منه أو أن يمس ذلك الخيط القلوب والعقول.. فكانت خطط الاختراق الخبيثة للهجوم على النبي والتشكيك في سنة النبي واللعب على تراث النبي ومحاولة العبث للنيل منه سواء على يد كبرائهم من متفلسفة ومتعالمين او بألسنة السفهاء من بني جلدتنا ولكن هيهات هيهات.
لانهم يعرفون أن هذا الحب الحقيقي يصنع الرجال العظام الذين لا يخشون في الحق لومة لائم.. يصنع رجالا لايعرفون المستحيل يصنع مجتمع الطهر والنقاء والإخلاص والرقي.
حب النبي يعني كل شيء يضمن الطهر والنقاء والسمو..لا تسرق لاتأكل حراما لاترتشي لاتضيع حقوق غيرك لا تتعدى على أحد
لاتزني لاتقرب الفواحش أن ترتقي بأخلاقك وتسمو بعلاقاتك وتهذب غرائزك تنزع وتبعد كل الميول الشيطانية والحيوانية.
حب الرسول يعنى الا تخون دينك ووطنك الا تتحالف مع أعدائه بأي صورة من الصور والاتكون عونا لقوى الشر بمختلف انواعها الا تكون معول هدم في أيدي العابثين والمتربصبن ومن لايريدون خيرا للبلاد والعباد.
باختصار شديد أن تكون حائط صد منيع ضد الفساد والمفسدين وان تكون خط الدفاع الحقيقي لحماية دينك ووطنك ضد أي محاولة المساس أو الاختراق..
**حسان بن ثابت:
وضم الإله اسم النبي لاسمه
إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجلّه
فذو العرش محمودٌ وهذا محمد.
والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com