سألته: ما الدنيا
قال شيخي : الدُنيا يا ولدي بقاؤها قليل، وعزيزها ذليل، وشبابها يهرم، وحيها يموت، فالمغرور من إغتر بِها
سألته : وما الهداية
قال شيخي : يراك الله تسيء الاختيار، فيصيبك بالحيرة، ثم يسوقك إلى شيء لم يخطر ببالك، فيكون الأمر صواباً لك، ثم يرضيك ويرضي قلبك به، لأنه الله
سألت : وما المشيئة
يقول شيخي: حين يكتب الله لزهرة أن تُزهر بداخل صخرة صلبة ستُزهر، وهكذا جميع أمورنا، سيدنا موسى الرضيع لم يغرق، وهو في قمة ضعفه،
وغرق فرعون الطاغية وهو في قمة جبروته وقوته،
سلِّم أمرك لله واطمئن، فالله غالب، وما يشاء يكون.
سألت : وما مراتب الإيمان، وكيف تكون الخطيئة
قال شيخي : الشيطان مخلوق من نار، فلا مدخل له على الإنسان، إلا إذا هبط إلى المرتبة النارية من نفسه، و هي مرتبة الشهوة والجوع والغضب والحقد والحسد والغِل، حينئذٍ يمكن التواصل بحكم المجانسة، فيستطيع الشيطان أن يوصل للإنسان وسوسته، ويؤجج شهوته، ويشعل غضبه، لكنه يظل معزولاً عن من هم في المراتب الروحية العالية، بحكم عدم التجانس، مصداقا لقوله تعالى” إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ “
لإنهم إرتفعوا الى منطقة يستحيل فيها التواصل، وخرجوا من نارهم الكثيفة، إلى أرواحهم اللطيفة، حيث لا يسمع إلا رفيف الملائكة، وإلهامات الأرواح العالية، ولغز النفس الانسانية هو قابليتها لتمثيل هذه الادوار، وقبول هذه المراتب، مصداقا لقوله تعالى “فألهمها فجورها وتقواها”.