الضاد أدركها التقهقر والسغب
وهوت وصارت ماضيا لا يحتسب
فرح الذين تربصوا ببناتها
وتبادلوا نخب التهاني والحبب
هذا حديث خرافة وجهالة
من خاض فيه فقد تغشاه الكذب
يصغي له قلب مريض لا يَكن
لقومنا إلا الضغينة والكذب
أو تافه لا يقرأ الأحداث لا
يدري بدورة ذلك الزمن اللجب
فتردهم نحو المعالي قوة
الذات التي صُهِرت وعادت من ذهب
…..
يا بنت آباء كرام جدهم
كان الذبيح وخير آباء العرب
لا زلت في شرخ الشباب وعزه
هيهات أنت من الترهل والسغب
سيظل مجدك مثل رابعة النهار
فلا يشيب ولا يغيب ويحتجب
فإذا علا الإسفاف يوما سوف
يهوي في الحضيض وإن تحدى أوشغب
وتهل جوهرة اللغات غزالة
برية تسبي العقول وتنتسب
وتعود أبهى ما تكون نضارة
تزيل آثار التعنت والتعب
وتطل من عليائها نحو البراري
تشرئب لها قلوب في أدب
إن الذي خلق اللغات قضى لها
بالخلد جل جلاله؛ولها وهب
وأعزها بكلامه المحفوظ يتلى
ما برى جيلًا وما جيلٌ ذهب
فيظل يحفظها الكتاب بحفظه
وتظل في ثغر الزمان لمن رغب
وازدانها بحديث سيد خلقه
فهو المفسر للكتاب وما حجب
وبغيرها بطلت صلاة الراغبين
المخبتين الواقفين على العتب
غابت تحاربها جيوش الظلم
ليس لأنها لغة الكلام لدى العرب
لكن لأن بقاءها إحياء دين
للحياة وللممات بلا ريب
دنلوب مات ولم يزل أذنابه
يذكون نارًا يجمعون لها الحطب
كم مرة خرجت علينا دعوة
تدعو لهجر الضاد في صلف عجب
أو أن نبدل حرفها أو صرفها
أو أن نحملها تَنَكُبَ من نكب
لكنها كانت كموج هائج
يعلو بلحظات الجنون وينسكب
طاشت دعاوى المرجفين بلا هدى
ومضى رحيق الضاد علوي النسب
لسنا نقول بأن صوت حروفنا
في أوج حالات البيان المنتخب
لكنني أرنو فأشهد قابل
الأيام حين تدور دائرة الحقب
وتعود أمتنا – وسوف تعود-
للعقل الذي يزن الأمور كما يجب
وترى العدو بلا قناع واضحا
وترى الحبيب فتصطفيه وتقترب
إن قلتُ إن الضاد سوف تعود
شامخة وبازخة وفي أعلى الرتب
لا أرجم الغيب المحجب إنما
إقرأ مآلات الأمور بلا ريب
وانظر لغات العالمين وعد بها
مئة من الأعوام ..قارن عن كثب
سترى غرابة ما جرى لبنائها
ليست لأولها بآخرها سبب
واقرأ لعنترة الفوارس شعره
فكأنه بالأمس أودعه الكتب
إن لم أكن في خندقي أدري بما
تمضي به الأحداث في كل الشعب
ماكنت شاعرها الأمين بحبه
بل لست ممن للعروبة ينتسب
يا أمة الإعراب كيف تعاب
أمُ لغات عالمنا وفي أرض العرب
من ذا يبايعني على حلف الفضول
نرد صولات التجني والكذب
نرمي البغاة الطامعين بكشفهم
وبكشف زيف دعاتهم في كل درب
ونذود عن أم اللغات فذودنا
دين وإيمان وللحسنى عصب