كشفت التهديدات الكثيرة التي واجهتها المنطقة العربية عن ضرورة التعاون بين الدول العربية من أجل مواجهة تلك التهديدات وإعادة الاستقرار إلى المنطقة , فهناك تهديدات أمنية تتمثل في الارهاب ,والفوضى الامنية التي سادت في كل من سوريا وليبيا واليمن والسودان ولبنان والعراق وغيرها , اضافة الى التهديدات الاقليمية من جانب بعض القوى الإقليمية التي تريد فرض أجندتها على المنطقة على أسس برجماتية أو طائفية أو غيرهما , وخلال تلك الفترة وقفت دول الخليج العربي إلى جانب مصر التي حاولت جماعات الاخوان الارهابية وغيرها تحويلها الى حرب أهلية وفوضى , واستمدت مصر عزيمتها من اشقائها العرب واستعادت عافيتها على اكتاف ابنائها المخلصين, وقد أكدت القيادة السياسة مراراً وتكراراً على أن أمن مصر وأمن دول الخليج العربي الشقيق جزء لا يتجزأ في إطار الأمن القومي العربي الشامل , ولا يمكن أن تتخلى مصر عن أشقائها في دول الخليج وستقف الى جانبهم بكل ما أوتيت من قوة ضد أي عدائيات تستهدف أمنهم واستقرارهم , ومن هنا بدأ التفكير في ايجاد آليات للتشاور والتنسيق المستمر بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن مواجهة التحديدات الغير مسبوقة في المنطقة , وبصدق النوايا تم تدشين آلية التشاور السياسي بين الطرفين بمشاركة وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون وبحضور الأمين العام لمجلس التعاون في مدينة الرياض , وقد أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اللقاء على أن أمن الخليج العربي جزء لا يتجزء من أمن مصر , فالتهديدات التي تمس دول الخليج العربية هي في ذات الوقت تهديدات موجهة الى مصر , ولاشك أن تدشين تلك الآلية سيعمل على تعزيز العلاقات بين الجانبين الى مستوي غير مسبوق , بما يحقق تطلعات شعوب الدول العربية نحو الرخاء والتنمية في ظل استقرار أمني وسياسي راسخ.
وكيل وزارة البترول السابق