من الاخبار المفرحة مع بداية العام 2022 والتى تفتح بوابات الامل وتعزز طاقات التفاؤل..الاعلان عن فوز العالم المصرى ابن الفيوم الدكتور محمد ثروت حسن الأستاذ بقسم الفيزياء والليزر بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة بجائزة مؤسسة كيك الأمريكية فى العلوم والتكنولوجيا- منفردًا- لدعم أبحاثه بقيمة مالية قدرها 1.1 مليون دولار أمريكى وهى جائزة تُمنح للباحثين الرواد فى مجالهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية لما لهم من أبحاث متفردة قد تُحدث نقلةً نوعيةً عظيمةً فى البحث العلمى ونادرا ما تمنح للباحثين المنفردين.
وهذا الفوز هو اضافة لفوز اخر مفرح ومبهج لا يقل اهمية حدث مع نهايات 2021وهو فوز عالمة مصرية شابة بجائزة فيزيكس وورلد اهم انجاز عالمي في مجال الفيزياء وهي الدكتورة منة فضالي بنت بني سويف..
بحوث العلماء المصريين في الفيزياء وما حققوه من ابداع وابهار عالمي يؤكد ان المصريين اصحاب عقلية جبارة وقدرة تفوق الخيال في الابداع والارتقاء العلمي.. لفت نظري في احاديث الفائزين انهم يؤكدون انهم يواصلون مشوار علماء كبار سبقوا على الطريق العظيم في خدمة العلم امثال د. مصطفى مشرفة ود.احمد زويل خاصة في مجال الفيزياء وهو من اهم واصعب المجالات العلمية الدقيقة والحيوية ومن الطريف ان الدكتور محمد ثروت كان احد اعضاء فريق البحث مع الدكتور زويل في بحث الفيتموثانية.
الا ان د. ثروت قفز قفزة هائلة جدا فوق زمن الفيمتوثانية الى زمن الأوتوثانية التي تعد أسرع ألف مرة من الفيمتوثانية .وهو اكتشاف كما وصفه في احد حواراته يرصد حركة الإلكترونات في زمن الأوتوثانية بما يساهم في تطوير تكنولوجيا التحكم في المجال الكهربي بنبضات ليزرالأتوثانية وتحويل المواد العازلة للكهرباء مثل الزجاج إلى مواد موصلة للكهرباء لان أي مادة مكونة من جزيئات فذرات وداخلها يوجد إلكترونات وسرعة الجزيئات والذرات هي الفيمتو ثانية وإذا استطعنا التحكم في حركة الإلكترونات وجعلناها توصل التيار وتتحول إلى مواد موصلة وتستخدم في غلق التيار الكهربي فإننا يمكن استخدام قطعة الزجاج أو أي قطعة غير موصلة في عمل إلكترونات في زمن الأتوثانية”
اختراع مذهل سيحدث نقلة كبيرة في التطور التكنولوجي الرهيب وسيحدث ثورة جديدة في عالم الاتصالات والكومبيوتر وعلوم الفضاء وهذا ما قاله حرفيا:اننا “لو اعتمدنا على الأتوثانية فإن الكمبيوتر اوالهاتف الذكي ستكون حركته أسرع الآن بمليار مرة.. ربما الاستخدامات اليومية قد لا تحتاج هذا الأمر لكن الحسابات الكبيرة والأشياء المرتبطة بعلوم الفضاء والمستقبل ستكون في حاجة أكبر وهذه التقنية ستتاح في وقت قريب”.
بحوث د.منة فضالي هي الاخرى سوف تحدث طفرة هائلة فى صناعة الإلكترونيات وتتيح امكانية نقل البيانات بسرعة الضوء وهي أعلى سرعة موجودة في الكون.لان استخدام الضوء فى نقل البيانات والإشارات ميزة مهمة حيث يتيح النقل بسرعات هائلة ولمسافات طويلة بحيث يمكن تلافى عدة مشكلات مثل السرعة المحدودة والاستهلاك الزائد للطاقة والتشويش وفقد الإشارات حين يتم نقلها بالطرق المعتادة.ومستقبلا إذا تم دمج مادة السيلكون فى تكنولوچيا التصنيع الحالية قد نستطيع رفع كفاءة الأجهزة الإلكترونية وخفض التكلفة وتسريع نقل البيانات بين الشرائح الإلكترونية فى الأجهزة وبين الأجهزة وبعضها ومراكز البيانات وبعضهابحسب تعبير العالمة المصرية في لقاء لها مع محافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم.
ما يحققه علماء مصر في الخارج من ابتكارات ومخترعات علمية يطرح بالحاح في الحقيقة العديد من الاسئلة في غاية الاهمية حول البحث العلمي ومراكز البحوث وماذا تقدم الجامعات المصرية على هذا الصعيد خاصة وان مصر بها عدد كبير من الجامعات وفي الطريق جامعات اخرى خاصة وحكومية على السواء
ووفقا لتكليفات الرئيس السيسي ولخطة التنمية المعروفة بمصر ٢٠٣٠ فسوف يتم الوصول بعدد الجامعات في مصر الي ١٢٢ جامعة بحلول عام ٢٠٣٢ اي بعد عشر سنوات تقريبا من الآن وان هذا قرار للتنفيد وليس مجرد اقتراح وذلك طبقا لتصريحات نائب وزير التعليم العالي لشئون الجامعات.
حاليا ووفقا للاحصاءات الرسمية يصل عدد الجامعات الحكومية 28 جامعة بها 529 كلية منها 288 كلية نظرية و241 كلية عملية.وهي تغطي جميع المحافظات والمدن.ووصل عدد الجامعات الخاصة والأهلية الى 26 جامعة بها 167كليـة منهـا 59 كلية نظرية و108كليات عمليــة.
وهناك جامعات من المقرر بدء الدراسة فيها العام المقبل وهي: جامعة الجلالة وجامعة الملك سلمان الدولية وجامعة العلمين.وجامعات اخرى صدر بها قرار جمهوري ولم تبدأ بعد وهي: السلام، ميريت، سفنكس،المنصورة الجديدة.
وتوجد فروع لجامعات أجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدةمثل: مؤسسة الجامعات الكندية في مصر فرع من جامعة جزيرة الأمير إدوارد وجامعات المعرفة الدولية فرع جامعة كوفنتري البريطانية، وغلوبال فرع جامعة هيرتفورد شاير البريطانية.
والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أكاديمية الفنون، أكاديمية السادات للعلوم الإدارية، أكاديمية الأمن والشرطة.
لن نفقد الامل في ان يأتي يوم نرى فيه ابحاثا علمية تضارع ما يجرى في الجامعات الامريكية والغربية عموما فلا تنقصنا الخبرات ولا العقول ولاالمعامل ولا مراكز البحوث.ولدينا جيش جرار من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم في مختلف مؤسسات التعليم الجامعي الحكومي والخاص بلغ عددهم في العام 2019- 2020نحو 128181 عضوا منهم 63910 من الذكور و64271 من الإناث. تخيل هذا الرقم 128 الفا و181..الى جانب عشرات الالاف من الحاصلين على الماجستير والدكتوراة (الماجستير 20612 والدكتوراه 9063 ودرجة الدبلوم 85919).
مشكلاتنا مع البحث العلمي معروفة ومحفوظة والحلول ايضا معروفة للقاصي والداني فقد قتلن بحثا وتم وضع خطط وتصورات في مؤتمرات كثيرة وندوات خاصة لهذا الغرض وكم صدرت من توصيات ومناشدات الان تنقصنا فقط الارادة الحقيقية والادارة السليمة والخطة الاستراتيجية الواضحة والتعامل بجدية وبروح علمية بعيدا عن البيروقراطية اياها والمحسوبية والجزر المنعزلة وان توجه ميزانية البحث العلمي للبحوث ولا تضيع هباء منثورا في المكافات والحوافز الوهمية التى لا تسمن ولا تغنى من جزع او سراديب مظلمة من الخطط شديدة الميوعة طويلة الامد التى تقتل كل شيء..والابحاث المكررة والمعادة وعديمة الجدوى سواء في العلوم الاجتماعية اوالتطبيقية على السواء.بحوث ينطبق عليها القول غثاء كغثاء السيل الا من رحم ربي بالطبع.
الجمهورية الجديدة تحتاج نظرة طموحة للبحث العلمي وضرورة ان يتعانق مع مشكلات وقضايا المجتمع مع اهدافه وطموحاته في مختلف المجالات في الزراعة والصناعة والانتاج الحيواني وغيرها وان تكون بحوثا حقيقية ويؤخذ بها ويتم تطبيقها لا ان توضع في الادراج والسلام بحوث تستفيد منها مصر والعالم. واذا كنا نتحدث عن القوة الناعمة في التعليم فليس هناك قوة اكبر واعظم من مخرجات البحث العلمي الحقيقي فهو ما يصنع المكان ويرسخ المكانة ويساعد بجدية على ان تستعيد مصر وهجهها وتوجهها العلمي وتكون قبلة حقيقة لطالبي العلم في منافسة مع الجامعات الغربية ولم لا فقد كان الغربيون ياتون الى مصر قديما لدراسة الطب والهندسة وغيرها من العلوم.
البحث العلمي يحتاج وقفة جادة حاسمة وحازمة ومتابعة دقيقة لوجه الله والوطن.
والله المستعان..
Megahedkh@hotmail.com