نحن الان في العام ٣٠٢٢ ! الف عام مرت اليوم عن ٢٠٢٢ حيث كانت مصر تشهد جدالا كبيرا علي اكثر من صعيد..نحن الان في مدينة الإسكندرية الجديدة..هي قبالة سواحل الاسكندرية ولكنها تقع بالكامل تحت الماء رغم مساحتها الكبيرة التي تتفوق علي مساحة السكندرية القديمة .. المدينة تمكنها امكانياتها الفنية ان تصعد الي السطح قبل ان تعود وتغطس من جديد رغم انها لا تختاج الي هولء او اكسجين فكل شئ موجود بها حتي مخزون من اشعة الشمس يكفي سنوات .. لكنها عادة ادارة المدينة منذ مائة عام تقريبا..
بعد قليل يعود سهم الي بيته بالمدينة ليلتقي جده .. سام عاد الي التو من زيارة الي المريخ ويسأل جده : وحشتني يا جدو..لم ارك منذ ايام.. الجد : انت كمان يا سهم..كيف حال الاهل في المريخ ؟ سهم : جميعهم بخير..ابي سيأتي بعد قليل تحرك من المريخ منذ نصف ساعة..وربما وصل بعد دقائق..انت تعرف يا جدي ان ابي مشحون دائما وبالتالي لا يحتاج الا الي التحويل لنظام الشحنات المتتالية التي تدفعه الي الارض عبر حزاما حمائيا يجعله يسير بهذه السرعة الفائقة ثم يعيد ترتيب الالكترونيات ليعود الي حالته البشرية قبل دخوله للمدينة..الجد : لا تربكني يا سهم..انا علي نظام الالكترونيات القديم..واقصي مكان ذهبنا اليه كان البرازيل من خلال تحويل جسدي البشري الي الكترونيات..بلغت الان من العمر اربعمائة سنة ولا استوعب كلامكم هذا !
يضحك سهم.ويقول : جدو..اليوم كلما نظرت الي تاريخ اليوم من الف عام اشاهد شيئا عجيبا .. اجدادنا المصريون يذكرون كلهم تقريبا اسم فنان واحد كان اسمه محمد صبحي..استدعيته الكترونيا شاهدته لكن لم اعرف السبب.. حولته الي خلايا ضوئية وجعلته يعيد امامي مسرحياته وبصراحة كانت افكارها ساذجة قليلا..الجد : يا سهم..لا تحكم عليها بمعايير اليوم..فله مسرحية اسمها ” الهمجي ” تناقش الصراع بين نزعات الخير والشر .. وكيف ان الخير سينتصر في النهاية لكن بعد كشف عادات سيئة كالكذب والخيانه وغيرها ..وفي مسرحيته ” وجهة نظر ” كيف تمكن وهو فاقد للبصر ان ينتصر لزملاءه بالبصيرة والعقل والاتحاد وهكذا كان كل عمل له يناقش موضوع جاد جدا حتي بالسخرية الشديدة جدا .. فكان يضحك الناس ويحترمهم وعقولهم في الوقت نفسه .. وفي ” ماما امريكا ” يقاطعه سهم ويسأله وهو يضحك : هي امريكا كانت ام ؟ يقولون انها كانت هناك بالقرب من كندا..الجد : معلوماتي يا حبيبي ان هذا للفنان هاجم هذه البلد وهي في عز جبروتها فاضحا دورها قي استغلال اجدادنا العرب والعداء لنا..كثيرة هي اعماله..استدعيها واضغطها ساشاهدها كلها في دقائق ! سهم : فعلت ذلك يا جدي..ولم افهم سر اليوم..ولماذا تعتبره كافة المراجع العلمية ان بطل هذا اليوم من الف عام ..الجد : اه..هو فعلا بطل ذلك اليوم.. ليس لهذه الاعمال رغم قيمتها وقتها .. لكن لانه رفض كل الاغراءات التي قدمت له من اجل عرض مسرحيات له بمقابل اربعة ملايين دولار !.. سهم ضاحكا : وده برضه رقم يا جدو.. وبالدولار كمان يعني عمله انتهت من الوجود ! الجد : قلنا وقتها ده كان مبلغ كبير ..المهم..انه رفضها لا لشئ الا احترام فنه واعتبار عمله فكر يقدم يستحق الانتباه والتقدير .. سهم : مش فاهم يا جدو ! الجد : العنوان الذي كان سيعرض تحت مظلته مسرحياته بهذا المبلغ الكبير وقتها كان ” الترفيه ” وهذا مصطلح يناسب اكثر من يريدون قضاء وقت ممتع دون اجهاد ذهني او التفات لما يعرض امامهم..وهو احتراما لفنه ولنفسه ولفرقته رفض! سهم : اه فهمت..يعني لأن العنوان غير صحيح ! الجد : تعبتني وطلعت روحي.. سهم : بعيد الشر عنك يا جدو.. الجد : المهم..اهو كما تري..كل الاجهزة تعتبره موقفا مبدأيا انحاز فيه هذا الفنان وقتها للقيم..دون اي خضوع لاغراء المال او لي إغراء اخر.. لدرجة ان كل اجهزة الكون تتعبرته موقف اليوم وتختفل يذكراه الألف !.. سهم : فهمت .. المبادئ تنتصر..الجد : نعم المبادئ تنتصر..انظر كم حدث وقع مثل هذا اليوم…كم حرب وقعت..وكم انتصار جري..انظر الي التقدم الذي جري..حتي انك تحول نفسك لنبضات وتسافر في الكون كله في دقائق وتعود في مدينتك تحت مياه المتوسط.. قضينا علي الامراض والاوبئة..وكان كل ذلك مستحيلا وقتها.. ولكن رغم ذلك الكل يجمع ان المبادئ أهم..وهي تنتصر..حتي العلم ينتصر للمبادئ.. يقوم الجد من مكانه ويقول : تعالي.سأريك ما جري وقتها قبل وصول ابيك حيث اراه من بعيد..انظر الي الهواء..سنستحضر التاريخ وستشاهد حالا ما جري .. اهو.. انظر..يغلق الجد الدائرة النبضمغناطيسية يقول لحفيده : اليوم العلم والتاريخ يذكرنا بمرور الف سنة علي هذا الموقف ولو عشنا الف سنة اخري سيذكرنا ايضا ..موقف لفنان مصر والعرب وقتها واسمه محمد صبحي..المبادئ هي الخالدة !