أما_بعد..
وعلمتني الحياة..
أن الجميع يرحلون يوما ما..
فلا تسرف في التعلق فيؤلمك وجع الفراق..
ولا تتشبث بقوة، فتنكسر يداك حينما تضربها مطارقهم لتفلتهم..
واعلم أنك في حياة الكثيرين مجرد مرحلة..
ستنتهي بصورة ما..
بيوم ما..
فجهز زادك للنزول من سدرة منتهى الخيال إلى أسفل دركات المهزلة..
وامنح من اتخذك جوازا للعبور تأشيرة الذهاب إلى الجانب الآخر..
فلن يَبكيك بصدقٍ يا عزيزي إلا من كان من روحِك وُلد..
فلا تقدم فيض الدموع عربون ود لمن أتاك في زمن العقم على ملة الغرباء..
فلا سبق قرابة يشفع..
ولا أمل في غد-يمنحك لقبا-ينتظر..
أما وقد بلغ بك الحزن عتيا..
ووصل الحلم سن اليباس..
ماذا ترقب، سوى الموت محمولا على كفين تصافحانك، وعلى شفاه تموج ضحكة وداع عوضا عن جزع..
ماذا ترقب؟!..
وقد مزقت نياط القلب مرة بطعنة..
فلم يعرك أحدهم شيئا من عطف ترتق به ما أخلفته السقطة من حزن ومن وجع..
سقط القلم..
ولا علاقة بين النزف وما بدا..
بقلمي العابث..