حب الوطن والانتماء له هو حب فطرى يسرى فى العروق مهما يكن الوطن يعانى من مشكلات ومهما تختلف الظروف والأحوال، وهو انتماء يغرسه الآباء والأمهات فى نفوس وقلوب أبنائهم منذ طفولتهم ويعرفونهم ان من لا ينتمى لوطنه يفتقد الشعور بالحب والاستقرار وأن الوطن مهما يكن قاسيًا يظل أحن على أبنائه من بلاد الغربة وليس فيه خير من لايحمل انتماء لوطنه ويجب ألا نبكى عليه اذا رحل عن الوطن، ولذا أقول مع السلامة للاعب الذى انضم لمنتخب انجلترا للاسكواش وهروبه من اللعب باسم الفراعنة وهو حر فى قراره وأن ذلك لا يضر الوطن فى شىء وان مصر لديها ابطالها الموهوبون فى جميع القطاعات.
وليعرف الجميع ان الذى يبتعد عن وطنه يفقد جزءًا كبيرًا من استقرار حياته ويظلّ شعور الاغتراب ساكنًا فى قلبه مهما يعل شأنه فى الخارج فالإنسان خارج وطنه يشعر وكأنه ضائعٌ يفتش عن ملجأ لأحلامه وآماله، واتذكر اننى فى احدى زياراتى سويسرا التقيت أحد المصريين المقيمين فيها منذ 35 عاما وسألته عن أحواله فقال رغم اننى متزوج من سويسرية ولدى أولاد وأعمل فى وظيفة جيدة واعيش فى فيلا ولكن حنينى لمصر لا يتوقف لحظة، واتمنى ان ادفن فيها، ولو عاد الزمن فلن أخرج من مصر . ولا ننسى احد رجال الأعمال المصريين الكبار فى مجال الغاز الذى كان يقيم فى إسبانيا وعليه عدة قضايا وقرر ان يعود لمصر ويتنازل عن نحو 6 مليارات جنيه لخزينة الدولة حتى يقضى آخر أيامه فى وطنه ويدفن فيها لأن الوطن لا بديل له.