كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
أعلنت بي دبليو سي الشرق الأوسط اليوم نتائج استطلاع آمال ومخاوف الموظفين لعام 2022 الذي أظهر أن 30% تقريباً من المشاركين في الاستطلاع من منطقة الشرق الأوسط يعتزمون “عزماً أكيداً” أو “على الأرجح” البحث عن وظيفة جديدة خلال العام المقبل، مقارنة بنسبة 19% بحسب المتوسط العالمي للاستطلاع.
ووجد الاستطلاع، الذي اعتمد على معلومات من 1565 موظفاً من جميع أنحاء المنطقة، إلى أن الموظفين في منطقة الشرق الأوسط يعطون الأولوية لفرص تحسين المهارات والشفافية والمرونة والصحة النفسية في العمل.
وتضمنت الموضوعات الرئيسية التي تناولها التقرير إعطاء الشباب الاولوية لترتيبات العمل بدوام كامل عن بعد أو بنظام يجمع بين العمل في المكتب والعمل عن بُعد وتمتع الموظفين في المنطقة بالثقة عند الطلب للحصول على زيادات في الرواتب أو ترقيات.
و قالت رندا بحسون، الشريك المسؤول عن القطاعين العام والحكومي ومدير برنامج عالم جديد ومهارات جديدة في بي دبليو سي الشرق الأوسط: “في إطار التوجه السائد الذي دفع عدداً كبيراً من الموظفين إلى ترك وظائفهم أو ما عُرف باسم “موجة الاستقالة الكبرى”، أصبح من الضروري على أصحاب العمل مواكبة متطلبات ورغبات الموظفين أو سيقومون بالبحث عن عمل آخر للحصول على ما يرغبون فيه. حيث أوضح 30% من المشاركين في الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط أنهم من المحتمل جداً أن يبحثوا عن وظيفة جديدة خلال العام المقبل (مقابل 19٪ عالمياً)، وأصبحت بعض العوامل، مثل المرونة في العمل والثقة والشفافية والاهتمام بالصحة النفسية وتعزيز ثقافة الانفتاح، جزءاً لا يتجزأ بشكل متزايد من عملية تمكين الكفاءات في مكان العمل”.
نظام يجمع بين العمل في المكتب والعمل عن بُعد
في الوقت الذي بدأ فيه العالم بالتعافي من الجائحة، أعرب 63% من المشاركين في الاستطلاع أنه يمكنهم أداء وظائفهم عن بُعد. بينما أوضح نحو ثلاثة من بين كل 10 مشاركين (أي ما يعادل 28%، وهي نسبة أكثر من ضعف المتوسط العالمي) أنهم يعملون بدوام كامل في المكتب، مما يبرز مدى صعوبة تعديل نماذج العمل بما يتناسب مع جميع الموظفين.
وسلط الاستطلاع الضوء على التباين المحتمل بين توقعات الموظفين وتوقعات أصحاب العمل في منطقة الشرق الأوسط، إذ قال 31% من الموظفين في المنطقة، مقارنة بنسبة 18٪ على مستوى العالم، أن شركاتهم ترغب أن يعملوا في المكتب بدوام كامل. وفي حين أشار 23٪ فقط من الموظفين أنهم يفضلون هذه الطريقة في العمل، يفضل 77٪ من المشاركين العمل بنظام يتميز على الأقل ببعض المرونة من خلال الجمع بين العمل في المكتب والعمل عن بُعد.
وأوضح نحو 43% من المشاركين في الاستطلاع من الجيل “زد” في منقطة الشرق الأوسط عن تفضيلهم لنظام العمل عن بعد بدوام كامل أو أغلب الوقت، في حين يختار 15% فقط العمل بدوام كامل في المكتب أو في أماكن العمل الأخرى.
الشفافية
يعتقد عدد أكبر من المشاركين من منطقة الشرق الأوسط (62٪ مقابل 50٪ عالمياً) أن أصحاب العمل الذين يعملون لديهم يتميزون بقدر أكبر من الشفافية بشأن الصحة والسلامة في أماكن العمل، والتنوع والشمول، والآثار الاقتصادية والبيئية. وأكدت نسبة أعلى من بين المشاركين في الاستطلاع من المنطقة (71٪ مقابل 58٪ عالمياً) على أهمية تحلي أصحاب العمل بالشفافية فيما يخص هذه المسائل.
زيادة الأجور
عندما يتعلق الأمر بطلب زيادة في الأجر، تتزايد احتمالات قيام المشاركين من منطقة الشرق الأوسط (54٪ مقابل 35٪ عالمياً) بطلب زيادة مقارنة بنظرائهم على الصعيد العالمي، في حين أوضح 54% أنهم يعتزمون “عزماً أكيداً أو مرجحاً للغاية” طلب ترقية، وهي نسبة ضعف المتوسط العالمي تقريباً. وعلى مستوى المنطقة، يعتبر جيل الألفية هم الفئة العمرية الأكثر ترجيحاً لطلب زيادة في الأجر وأيضاً طلب الحصول على ترقية، وإلا سيؤدي ذلك لرحيلهم للبحث عن عمل جديد.
وقالت بحسون : “من الضروري أن يعمل أصحاب العمل من جميع أنحاء المنطقة على تحديد الدوافع الرئيسية لتغير الموظفين المستمر وكيفية الاحتفاظ بهم، علماً بأن هذه المسألة لمٍ تعد تتوقف بشكل أساسي على عنصر الأجر المالي فحسب، وإنما أيضاً بالرضا الشخصي ومدى تأثير قيم المؤسسة وآليات إدارتها على الثقافة المؤسسية والفرص في بيئة العمل. فقد أصبح من اللازم على أصحاب العمل المبادرة إلى التعامل مع هذه الآمال والمخاوف، من خلال تعزيز الالتزام بجدول أعمال يعمل على تحسين المهارات وإجراء تغيير هادف ودائم لجذب أفضل الكفاءات وسد فجوة المهارات. وفي وقت اشتدت فيه التقلبات الكبيرة خلال الآونة الأخيرة، حيث تغيرت طريقة العمل وكذلك المهارات المطلوبة، يجب على أصحاب العمل التكيف مع هذه الأوضاع لضمان تهيئة موظفيهم بما يتناسب مع متطلبات المستقبل”.