كتبت: سامية الفقى
مع صباح كل يوم جديد، يشهد العالم تطورا في كافة المجالات، ولاسيما في المجال الطبي، والذي تستحدث فيه العلاجات، والأجهزة الجديدة، لتخفيف حدة المرض على من يعانون منه ليل نهار، وتتضاعف قيمة هذا الجديد في علاج حالات الأمراض الخطيرة التي تفتك بأرواح المصابين بها، ومن هنا تنبع أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة في علاجهم، إنقاذا لهم من الآلام التي تنهش أجسادهم، وتضعف بنياتهم الجسدية، وكان ذلك هو المنطلق لمستشفى 57357 لجلب أحدث تكنولوجيا في العالم لعلاج الأورام إلى مصر، ممثلة في توفير جهاز “سايبر نايف” كسابقة هي الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، كأمل جديد في علاج السرطان عبر الإشعاع الجراحي الموجه، حيث الأكثر فعالية، مع الحماية التامة للأنسجة المحيطة بالورم، والراحة أثناء تلقي العلاج وبدون ألم.
قالت د. علا محمد، مدير التوعية وخدمات فائض الخدمة بمستشفى 57357، أن المستشفى بدأ في علاج عدد من الحالات فعليا الأسبوع الأخير من أغسطس، عبر نظام الجراحة الإشعاعية الروبوتية والمقدمة من خلال جهاز “السايبر نايف” قبل أيام، وذلك لعلاج الأورام بالإشعاع متناهي الدقة، مجانا، وهو أول نظام للإشعاع الجراحى الموجه فى العالم، والمصمم لعلاج الأورام فى كل أعضاء الجسم، وهو إجراء طبي، يستخدم لعلاج الأورام عن طريق إجراءات غير جراحية، ولكن بنفس دقة نتائج مشرط الجراح، عبر جلسات تتراوح بين 1 و جلسات 5 فقط بدلا من 42 جلسة في بعض الحالات.
وقالت أن السايبر نايف هو أمل جديد في العلاج، ويوفر الحياة الطبيعية بأقل آثار جانبية، وبدون ألم أو تثبيت مؤلم، وتم علاج عدد من الحالات فعليا من أورام المخ والبروستاتا، ونتائجهم الطبية ممتازة، كما يعطي هذا النوع من العلاج لكبار السن فرصة العلاج وخاصة إذا كان مكان الورم صعب الوصول له، كما لا توجد قوائم انتظار في المستشفى للعلاج عبر السايبر نايف، حيث تتحدد الجلسات للمرضى والبدء بها فورا.
وأكد د. محمد سعد زغلول، رئيس قسم العلاج الإشعاعي بمستشفى 57357، على أن أهم ميزات السايبر نايف هي توجيه جرعات عالية من الإشعاع بمكان الورم وبدقة عالية، دون الإضرار بالأنسجة السليمة المحيطة بالورم، ولا يشعر المريض بآية آلام خلال الجلسة، كما أنه يعالج الأورام السرطانية والحميدة، والحالات المرتدة، ومنها البروستاتا، والرئة، والمخ، والعمود الفقري، والكبد، والبنكرياس، والكلى، حيث تحدد كاميرات التوجيه بالجهاز موقع الورم فى الجسم عن طريق الأشعة المقطعية، ثم يتحرك الذراع الروبوتى حول المريض، ويسلط الحزم شديدة التركيز من الإشعاع لضرب الورم، وبدون ألم، كما يفيد أكثر في حالات المرضى الذين يعانون من أورام لا يمكن إزالتها بالجراحة أو معقدة جراحيا.
وأكد رئيس قسم العلاج الإشعاعي في 57357، على أن علاج الأورام بالسايبر نايف فعال للغاية، ويتلافي الكثير من الآثار الجانبية للعلاجات الأخرى، ويتلافى التخدير العام، ولا يحتاج المرضى بعده لدخول المستشفى أو قضاء فترة نقاهة طويلة، مقارنة بالعمليات الجراحية التي قد يتطلبها تخصص الأورام، كما يحمي المريض من مخاطر الآثار الجانبية الشائعة لإشعاع المخ بالكامل في الحالات العادية، وينتهي العلاج خلال أسبوعين عبر من1 إلى 5 جلسات.
مشيرا إلى أن المريض عندما يتنفس أو يتحرك أو يسعل، فإن عضلاته تتحرك، وكذلك الورم، ويعتبر السايبر نايف هو الجهاز الوحيد المصمم لتتبع وترصد حركة الورم عند تحركه، وهو ما يحمي الأنسجة السليمة، كما يفيد في بعض أنواع سرطانات المخ الصغيرة والموجودة في أماكن حساسة لا يمكن الوصول إليها جراحيا، وبأقل تأثير إشعاعى على أنسجة المخ السليمة المحيطة بالورم.
وتعد أورام الرئة بالإشعاع، تحديا كبيرا، فقد تتحرك بمقدار 50 ملليمتر مع كل نفس، مما يشكل صعوبة فى استهداف الورم فقط، وحماية الأنسجة السليمة المحيطة به، ولذلك يعتبر السايبر نايف التتبعى، هو النظام الوحيد فى العالم، الذى يوفر توصيلا فعليا للإشعاع، مع نظام تتبع للحركة الخاصة بالمريض، وفى الوقت الفعلي، مستخدما الذكاء الاصطناعي، حيث تم تصميم نظام السايبر نايف، لتقديم نتائج إكلينيكية ومالية أفضل، ويوفر قدر أقل من التدخل العلاجى، وزيادة رضا المريض، وتقليل التكلفة الإجمالية لعلاجه، وتوسيع قدرة النظام لاستيعاب نمو الممارسات الطبية الجديدة، كما يوفر علاجات قابلة للتطوير وموثوق فيها، لمجموعة متنوعة من المؤشرات، ويتم استخدامه لعلاج عشرات الآلاف من مرضى السرطان.
أما أورام المخ، فقد أثبت السايبر نايف جدارته في علاجها، حيث يتطلب الأمر دقة فائقة فى التعامل مع أنسجة المخ وتكوينه المعقد، وحماية القدرات المعرفية، كالذاكرة والتركيز، والتي قد تتأثر سلبًا بالعلاج الإشعاعي التقليدي، الذي يُهاجم الأنسجة والخلايا السليمة إلى جانب المصابة، ولكن هذا الجهاز يوفر نتائج عالية في علاج مجموعة واسعة من أورام المخ، عبر عدد جلسات أقل، تستغرق من يوم واحد إلى 5 أيام فقط، إلى جانب مخاطر أقل بكثير من حيث الآثار الجانبية الأكثر شيوعا.
أما سرطان الكبد، فتمنح تقنيات الإشعاع المتقدمة، خيارا فعالا لعلاج الورم، مع تقليل وصول الإشعاع إلى الأنسجة السليمة القريبة، وخاصةة للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع لعملية جراحية، أو الذين لا يمكن إزالة الورم لديهم كاملا بالجراحة.
ويعتبر علاج أورام البروستاتا تحديا كبيرا لقربها من أعضاء حساسة جدا بالجسم، مثل المثانة والمستقيم وغيرهما، مما يتطلب دقة بالغة، لتجنب تدمير الأعصاب والأنسجة السليمة للأعضاء المحيطة، ويستخدم جهاز السايبر نايف الأشعة السينية، لتصوير وتتبع حركة البروستاتا غير المتوقعة، وتعديل وضعية الحزمة الإشعاعية باستمرار، لاستهداف البروستاتا بدقة عالية، وهذا يعني مدة علاج أقصر ونقاهة أسرع.
كما أثبت السايبر نايف، أنه علاج فعال مثبت علميا لسرطان البنكرياس غير القابل للجراحة، خاصة بالنسبة لـ 80٪ أو أكثر من المرضى الذين لا تمثل الجراحة الخيار الأفضل لهم، فالبنكرياس هو عضو في البطن محاط بأعضاء حساسة أخرى، تتحرك جميعها مع تنفس المريض، ونتيجة لذلك، فإن العلاجات المصممة للسيطرة على السرطان أو علاج الألم المرتبط بالسرطان، تسبب آثارا جانبية قوية إذا لم يتم إعطاؤها بدقة.
وينقل الحبل الشوكي الرسائل من المخ إلى أجزاء مختلفة من الجسم، مما يسمح للأعضاء بالعمل، والحركة، ولذلك الدقة هامة للغاية في علاج الأورام الموجودة في الأنسجة المعقدة والحساسة للعمود الفقري أو بالقرب منها، وهو ما يوفره السايبر نايف لمرضى الأورام.