لم يعد هناك حديث لدى البعض سوى أحاديث الرضاعة، والطبخ، ونظافة المنزل، وعلاج المرأة.. وغيرها من تلك الأحاديث المسمومة التى تهدد كيان الأسرة المصرية، وتحول الحياة إلى جحيم بدلا من المودة، والرحمة.
الكثير يفترى على الله كذبا، ويلجأ إلى اجتهادات، وتفسيرات قد تكون خاطئة، وقد تكون صحيحة، ولكن ليس هذا زمانها، ومكانها.
تساؤلات «غبية» حول رضاعة الأم وليدها، وهل تكون بأجر أم دونه ؟!.. ويستمر مسلسل التساؤلات الغبية حول بعض الأنشطة المنزلية، وهل تكون بأجر أم لا؟!، ثم يمتد الجدل أكثر وأكثر حول علاج الزوجة، وهل علاجها حق على الزوج أم يتركها لوالدها يعالجها؟!
غباء تلك التساؤلات يكمن فى توقيت، وطريقة طرحها، لأنها أدت إلى نشوب أزمة داخل الأسرة الواحدة، فى وقت نحتاج فيه إلى مزيد من المودة، والرحمة، ولم شمل الأسرة، وتشجيع الشباب، والفتيات على الزواج، والتفاهم، والمحبة، بعيدا عن التجاذبات، والضغوط العصبية.
القضية ليست فى «يجوز أو لا يجوز»، لأنه ليس هناك ما يمنع العكس، فالإسلام مرن، والأديان كلها تحث على الرحمة، والمودة بين الناس جميعا، فما بالنا داخل الأسرة الواحدة؟!
الزواج ليس شركة أسهمها مطروحة فى البورصة، والكل يبحث عن المكسب والخسارة فيها، وإنما مفهوم مختلف عن المكسب، والخسارة.. والعطاء يجب أن يكون بدون مقابل، وأن يتبارى الطرفان فى العطاء أكثر وأكثر، والمهم أن يكون ذلك من الطرفين وليس من طرف واحد.
طرح القضايا الخلافية يجب أن يكون بطريقة هادفة، وإنسانية بعيدا عن التربص، والترصد، ومراعاة طبيعة كل مجتمع، وظروفه.
«العطاء الإنسانى بلا مقابل» شعار جميل يفعله البعض منا على طريقة «اعمل الخير وألقه فى البحر»، فما بالنا بالزوج وزوجته داخل الأسرة الواحدة؟!