تسأل المفكرة والناقدة المرموقة يمنى العيد، في كتابها القيم “في معرفة النص”:
هل الأدب هو طموح النقد؟
فكانت الإجابة هي ولادة هذا السفر القيم الذي أخرجته في في طبعته الأولى، في العام ١٩٨٣، وهو حصيلة دراسات أنجزتها على مدار ٢٠ عاما، بالإضافة إلى أعمالها التالية له، ومنها: في القول الشعري، وممارسات في النقد الأدبي والكتابة تحول في التحول، وفن الرواية العربية بين خصوصية الحكاية وتميز الخطاب، والراوي: الموقع والشكل، وتقنيات الرواية العربية في ضوء المنهج البنيوي، وفي مفاهيم النقد وحركة الثقافة العربية، زمن المتاهة، وغيرها.
تتبنى العيد، في أغلب دراساتها، معطيات المناهج البنيوي، في صوره المتطورة، على يد أعلامه من مثل: جولدمان، باختين، بارت، تودوروف، جينيت، وباستطاعة الدارس معرفة ذلك من خلال قراءة مؤلفات العيد، سالفة الذكر.
في تقديري، أن ما طرحته العيد من سؤال: هل الأدب طموح النقد؟ والذي تضمن بعض إجابته كتابها “في معرفة النص”، كان بمثابة الشرارة التي فجرت فكرا نقديا عربيا جديدا، وكان تأثيره أفقيا ورأسيا بمنطقتنا العربية، وأخرج النقد الكلاسيكي من عقاله الماضوي، ذي النظرة المحدودة، إلى براح الفكر الموسوعي والذي انبثقت عنه جل المناهج النقدية الحديثة، بله بعض مناهج العلوم الاخرى، التي تداخل معها النقد والدراسات الأدبية.
يمكننا القول، من دون مبالغة، إن سؤال العيد، السابق، قد اشتغلت عليه أوروبا لأكثر من مائة عام، هو قرن أو يزيد من النهضة الأوروبية العظيمة علميا، فكريا وأدبيا، وسياسيا واقتصاديا.