هذا عمر..
من أنتم..
ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﻣﻬﺎ ﻭﻳﻜﺮﻡ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺘﻔﻘﺪ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ، ﻓﺮﺃﻯ
ﺧﻴﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻣﺎ
ﺧﺒﺮﻫﺎ . ﻓﺴﻤﻊ ﺃﻧﻴﻨﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﻫﻤّﻪ
. ﺛﻢ ﻧﺎﺩﻯ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺟﻞ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻗﺪ
ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﺠﺌﺖ ﺍﻧﺎ ﻭﺃﻫﻠﻲ ﻧﻄﻠﺐ ﺭﻓﺪ ﻋﻤﺮ .
ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﺮﻓﺪ ﻭﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻧﻴﻦ؟
ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﻩ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺟﻊ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻫﻞ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ
ﻭﺗﻮﻟﻴﺪﻫﺎ ؟ .
ﻗﺎﻝ : ﻻ !! ﺃﻧﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻘﻂ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻭﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻧﻔﻘﺔ ﻹﻃﻌﺎﻣﻬﺎ؟
ﻗﺎﻝ : ﻻ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺃﻧﺎ ﺳﺂﺗﻲ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻟﺪﻫﺎ.
ﻭﺫﻫﺐ ﻋﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ
ﺑﻨﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻓﻨﺎﺩﻯ : ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ .. ﻫﻞ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﻴﺮ ﺳﺎﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ؟ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ؟
ﻗﺎﻝ : ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﻗﻮﻣﻲ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻋﺪﻱ ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻠﻮﻻﺩﺓ .
ﻭﻗﺎﻡ ﻫﻮ ﺑﺄﺧﺬ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻄﺒﺦ ﻭﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ
ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺫﻫﺒﺎ .
ﻭﺻﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻟﺘﺘﻮﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﻟﻴﻌﺪ
ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﻔﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻲ ﺗﺨﻠﻞ
ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻟﺤﻴﺘﻪ …
ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺗﻨﺎﺩﻱ :
ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﻛﺮﻣﻪ
ﺑﻮﻟﺪ ﻭﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺨﻴﺮ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﺎ
( ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ) ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻣﻨﺪﻫﺸﺎ
ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻓﻀﺤﻚ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﻗﺮﺏ .. ﺃﻗﺮﺏ .. ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪﺕ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻫﻲ ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ .
ﻓﺨﺮّ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﺁﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ
ﻳﻮﻟﺪﻭﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ؟ ﻭﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﻄﺒﺦ ﻟﻲ
ﻭﻟﺰﻭﺟﺘﻲ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﻭﺳﺂﺗﻴﻚ ﺑﺎﻟﻨﻔﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﻨﺪﻧﺎ.
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﻭﻩ ﻣﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻓﻌﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺻﻼﺓ، ﻭﺻﻴﺎﻡ ﻭﻗﻴﺎﻡ، ﻭﻻ ﻓﺘﻮﺣﺎﺕ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
… ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻗﻠﺐ ﺧﺎﺿﻊ ﺧﺎﺷﻊ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻨﻴﺐ ﻭﺃﻭﺍﺏ ، ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻭﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺳﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ …