يا ابنى ، هون عليك ، فليس الذى تشكو داءك وحدك ، ولكنه (داء الشباب ) وما الحب الذى افتن فى وصفه الشعراء ، وفى تحليله الأدباء ، الا ما تجده أنت سواء بسواء . انه ما أشرف على مثل سنك أحد الا توقد فى نفسه شىء كان خامدا ، فاحس حره فى أعصابه ، وتبدلت فى عينه الدنيا غير الدنيا ، والناس غير الناس ، واما أن تغرف من حمأة اللذة المحرمة ، وتسلك سبل الضلال ، وتؤم بيوت الفحش ، تبذل صحتك وشبابك ومستقبلك ودينك فى لذة عارضة ، ومتعة عابرة ، فاذا أنت قد خسرت الشهادة التى تسعى إليها ، و ( الوظيفـة ) التى تحرص عليها ، والعلم الذى أملت فيه ، ولم يبق لك من قوتك وفتوتك ما تضرب به لج العمل الحر..
ان من عجائب حكمة الله ، أنه جعل مع الفضيلة ثوابها ؛ الصحة والنشاط ، وجعل مع الرذيلة عقابها ؛ الانحطاط والمرض ، ولرب رجل ما جاوز الثلاثين ، يبدو مما جار على نفسه كابن ستين ، وابن ستين يبدو من العفاف كشاب فى الثلاثين ، ومن الآمثال التى سمعناها ، وهى حق وصدق : من حفظ شبابه حفظ له شيخوخته . فالبلاء كله من هذه المغريات ، من دعاة الشر ، ورسل ابليس ، الذين يزينون للمرأة التكشف والتبرج والاختلاط باسم المدنية والتقدمية والنهضة النسائية ، وما يعنون بالمرأة الا كعناية الجزار بالنعجة : يطعمها ويدفع عنها ويحميها ويسمنها ، ولكن للذبح .. والذين دأبوا على نشر صور العاريات فى مجلاتهم من الممثلات الأجنبيات أولا ، ثم من بنات المدارس بدعوى الرياضة ، ونساء السواحل بدعوى الاصطياف ، وعملوا على ذلك الدهر الطويل ، على خطة مرسومة ، وسبيل معينة ، صابرين محتسبين لوجه ابليس ، ولولاهم ولولا مجلاتهم ولولا تلك الروايات من قبل وهاتيك الأفلام من بعد ، ما رأينا ولا توهمنا أ ننا سنرى يوما. بنات المسلمين يكشفن عن سيقانهن وأفخاذهن ، للعبة بكرة السلة ، أو لعرض فى حفلة الرياضة ، أو لاصطياف على الساحل ، ولو بعث قاسم أمين ومن شايعه على دعوته ، من رؤوس الفتنة ، ورأوا الام انتهت اليه المرأة بدعوتهم ( التى أرادوا بها غير هذا ) لأخذتهم الصعقة ! وهذه المغريات كلها لا تعمل عملها ، ولا تؤتى المر من ثمرها ، ما لم يوجد رفيق السوء ، الذى يدلك على طريق الفاحشة ، ويوصلك الى بابها .ويجب أن تنفس عن نفسك بجهد روحى أو عقلى أو قلبى أو جسدى ، يستنفد هذه القوة المدخرة ، ويخرج هذه الطاقة المحبوسة ، بالالتجاء الى الله والاستغراق فى العبادة ، أو بالانقطاع إلى العمل والانغماس فى البحث ، أو بالجهد الجسدى والاقبال على الرياضة ، والعناية بالتربية البدنية ، أو بالبطولة الرياضية ، والانسان يا أبنى محب لنفسه لا يقدم أحدا عليها ، فاذا وقف أمام المرآة ، ورأى استدارة كتفيه ، ومتانة صدره ، وقوة يديه ، كان هذا الجسم الرياضى المتناسق القوى ، وبعد يا ابنى فلا تتردد فى الكتابة الى ان لم يرضك هذا الجواب ، ولا تستحى مما تجد من حر هذه الشهوة التى ركبها الله فى النفس ، انها علامة القوة والأيد والشباب ، وعليك بالزواج ، ولو أنك طالب لا تزال ، فان لم تستطعه فاعتصم بخوف الله ، والانغماس فى العبادة والدرس ، وعليك بالرياضة فأنها نعم العلاج . ومن استزادنى زدتــــــــــــه .