يا “حكومة ” عينك حمرا !
مين يقول للغولة عينك حمرا؟مثل شعب من قديم الزمان أراه يعبر عن الخوف من مواجهة شخص مفتري على خلق الله وطايح فيهم لأنه يري فى نفسه دائما أنه أقوي منهم دون مقدرة منهم على مواجهته بحقيقة ما يفعله بالناس.هذا المثل ينطبق بحذافيره على حالة حكومتنا الحالية التى نراها تطيح فينا ليل نهار دون أن نقوى على مواجهتها.
الغولة المفترية مؤخراً تعايرنا وتمن علينا بأنها لم ترفع فى العام المنصرم فواتير الكهرباء وتركتنا نسددها بأقل من قيمة تكلفتها الحقيقية بثلاث مرات وهى مقدمات يبدو منها رغبة الحكومة أن تبلغنا برسالة واضحة: أن ما كان فى 2022 حمادة أما ما سيجيء فى 2023 فهو حمادة تانى خالص.حمادة لن يرحم فقيرا ولا يرأف بطبقة متوسطة أهلكتها الديون.حمادة لا يدخر جهدا فى تأليف رسوما على المصريين مع كل طلعة شمس.حكومة لا تجيد سوى خلق شماعات وهمية تعلق عليها فشلها.طبعا الشماعة الأشهر هى حرب روسيا واوكرانيا.الغريب انه لا حكومة من حكومتى البلدين المتحاربتين فرضت على الناس رسوما أو ضرائبا جديدة.حتى الدول المشاركة فى الحرب بطريقة غير مباشرة ايضا لم تتجرأ وتضغط على المواطن بهذه الحجة التى هى حجة البليد حيث يبدو أنه لا يوجد فى العالم كله شرقاً وغرباً,شمالاً وجنوباً من هو أبلد من حكومتنا.
الغولة لا تشارك الناس إلا فى كل هم وغم بينما تخص نفسها بالأخبار الحلوة مثل تصدير الغاز والكهرباء إلى أوربا.لم تكتف الحكومة بأن كفت على الخبر مليون ماجور بل راحت تقطع عنا الكهرباء بالساعة والساعتين يومياً حتى توفر ما يحتاجه الغرب من كهرباء بالعملة الصعبة.تلك العملة التى اتخذت الحكومة من نقصها فى السوق والبنوك سبيلاً لتصعيب حياة الناس أكثر مما هى عليه من صعوبة شديدة.كنت أفهم أن تكون حصيلة بيه الكهرباء لاوروبا فرصة لتخفيف المعاناة عن الناس واجراء مراجعة للفواتير المبالغ فيها ولأسعار الشرائح التى لا يحكمها ضابط ولا رابط سوى تحصيل أكبر قدر من الفلوس من جيوب الناس لمساندة موازنة عاجزة لم تعد تفى بتلبية حتى أقل المتطلبات.والآن تفكر الحكومة فى الغاء الدعم نهائيا عن البنزين والكهرباء ورغيف العيش ليس فقط لتلبية شروط صندوق النقد الدولى, ولكن أيضا لمحاولة رأب صدع موازنة مخرومة لا تعتمد على صناعة حقيقية وتحارب الزراعة ولا تشجع على السياحة, فكان من الطبيعى أن تلجأ للحل السهل ألا وهو الشعب الذي اصبح بمثابة الحيطة المايلة التى يريد منه الجميع أن تسنده بينما هى آيلة اصلا للسقوط و قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام.
توقفى أيتها الغولة ذات العين الحمراء عما تفعليه بنا ولو كان فى وجهك بقية من ماء فلترحلى غير مأسوف عليكي,ربما نذكرك رحيلك يوما كما نذكر محاسن الموتي حيث لا اظن أن لك حسنة واحدة, إلا لو فعلتيها ورحلتى !
Hisham.moubarak.63@gmail.com