مصر الجديدة محظوظة بأهل القرآن الكريم.. وأهل القرآن محظوظون أكثر بالابواب المفتوحة لهم على مصاريعها تستقبلهم وتمهد لهم الخطى في دروب السالكين نحو النور..
الطفرة الهائلة على صعيد العناية بالقرآن الكريم وأهل القرآن في مصر الجديدة مسألة في غاية الأهمية إذ تضيء كثيرا من مشاعل الأمل وتملأ النفوس بفيض من الرضا وتسمو بالعقول إلى آفاق لا محدودة في عالم الانوار العلوية والاشراقات السنية فتسطع شموس الخير وتنساب انهار الحب والجمال على الإنسانية بلا عناء .
يحارالعقل والفكر في تلكمو القوى السحرية التي يمتلكها أهل القرآن بالفعل ويعجز ارباب العقول والفطن عن تقديم الحجج المنطقية والتفسيرات التي تكشف حقيقة وكنه حالاتهم وكيف ينتزعون الإعجاب والتقدير فضلا عن الدهشة والانبهار.. هل هي بركة القرآن.. هل هو السر الكامن في جوانب الاعجاز اللامتناهي لكثير من الآيات الكريمة والتى أرغمت أنوف المتربصين والحاقدين واخضعت عقول وقلوب المردة من الكافرين والمعاندين من ملحدين ولادينيين وغيرهم فلم يجدوا مفرا سوى التسليم والاذعان وإعلان شهادة الحق بأنه تنزيل من حكيم حميد .. تنزيل من رب العالمين؟!!
يالها من مفارقة مذهلة مدهشة حين يتأمل المرء الصورة العامة في الكون العجيب في الزمن الغريب..صورة بديعة من صور التدافع المقصود بأوامر علوية.عالم يكاد ينجرف نحو الهاوية اللاأخلاقية وكأنه يعود إلى عصور الظلام والجاهلية الجهلاء عالم يحاول أن يؤصل ويشرعن الفواحش والرذائل ما ظهر منها وما بطن يدعو ويناضل للدفاع عن أشكال عجيبة من الانحرافات المضادة حتى للطبيعة والفطرة الإنسانية تحت شعارات خادعة ومن وراء ستائر متهالكة تدعو للفوضى والإباحية والانحلال والشذوذ وغيرها من موبقات..
على الجانب الآخر المضيء في قوة التدافع..تجد الاتجاه القوي نحو الايمان والبحث عن الطهر والنقاء ويتجلى في كثير من الشواهد واعلامات ابرزها البحث في الاسلام والذي ينتهي إلى اعتناقه بكل حرية وصدق أيضا
ثم التوجه نحو القرآن الكريم سواء من المسلمين وغير المسلمين..
لا يمكن لأي مراقب حصيف أن يغفل عن تلك الحركة القرآنية والعودة الجادة والأنشطة المتصاعدة تجاه الاهتمام بالقرآن الكريم حفظا وتحفيظا ومدارسة وترجمة لمعانيه بشتى لغات الدنيا.
يحدث هذا في وقت تشتد فيه حملة أعداء الدين عموما على القرآن الكريم تحديدا وأهله ايضا..ولعل ما جرى في عدد من الدول الأوروبية من قبل اليمين المتطرف من حرق لنسخ المصحف علانية وتحت رعاية الشرطة وما تبثه الفضائيات الغربية من برامج مأجورة للتطاول على القرآن والنبي والصحابة وكبار التابعين خير دليل.وهي حملات لا يمكن فصلها عن الحرب على الدين والأخلاق والفضيلة ونشر الفحش والرذيلة بكل الطرق..
انهم يدركون القوة الحقيقية الكامنة في القرآن خاصة في عديد المعارك التى تفرغوا لها مؤخرا ويواصلون العمل فيها بكل هوادة وبلا جدوى مستخدمين كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة. يدركون أن القرآن هو خط الدفاع الرئيسي والمركزي في معارك..الدين والعقيدة ..القيم الأخلاق..الهوية والانتماء..البناء والتقدم والارتقاء الحضاري..
نسي هؤلاء واولئك أن كل ما يحدث حول المسلم في أي مكان يستصرخه بضرورة العودة إلى القرآن وقيم القران واخلاق القرآن.
لقد نسوا وهم يتطاولون على القرآن السر الأكبر في المعجزة الإلهية لهذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو أن القرآن الكريم كان ومازال العوض الوحيد عن انقطاع الوحي المباشر واتصال السماء بالأرض.فكان كلام الله المعجز والمعجزة هو الصلة الدائمة التى لم ولن تنقطع حتى قيام الساعة..
لذلك عندما نرى إشراقات العودة القرآنية بين الأفراد والأسر بكاملها ويكون التنافس على أشده فهذا من المبشرات والأمل في أن تستعيد الساحة الأخلاقية التوازن المفقود ويتم تصحيح الأوضاع المقلوبة والمعكوسة على الصعيد العام وان تكون هناك بالفعل عودة صحية وقوية للأخلاق بين بني البشر جميعا حتى بين من لم يؤمنوا بالقرآن العظيم بعد.. لسبب بسيط ووجيه وهو ان القرآن هو مصدر كل القيم النبيلة وأن قيم القرآن تؤلف بين البشر جميعا ولا تعرف العنصرية ولا التفرقة والتمييز ..ولذلك كان القرآن هو المرجع الأساسي لضبط القيم التى تتأثر بالتطبيق السيئ لها سواء من جانب المسلمين أو غير المسلمين.
النقطة الأهم أنه في المجتمعات القرآنية يكون التفاضل بين الناس بما يحفظون من القرآن فمعيار التفاضل يكون بالإيمان فكما هو معروف فإن الإسلام يعزي التفاضل إلى درجة الايمان والتصديق بالله وتقوى الله والاستقامة أخلاقيا وسلوكيا والانفاق في سبيل الله وبالعلم النافع والعمل الصالح كما اجمع على ذلك العلماء.
خواطر كثيرة وآمال وأحلام أكثر هيجتها مناسبة الاحتفاء بالمسابقة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم – التي تجري وقائعها على ضفاف النيل بعد غد السبت بمشاركة 58دولة -وما أعلنه معالي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عما أعدته مصر لاهل القرآن وما ينتظرهم من تكريم رفيع المستوى من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للفائزين من المتنافسين في حفظ القران الكريم ليس فقط على مستوى الأفراد بل إنه سيمتد إلى تكريم الأسر القرآنية التي يحفظ أبناؤها القران كاملا( اب وام واولاد) وايضا محفظي القرآن.
ولن يتوقف التكريم على المصريين فقط بل يشمل أبناء العالم الإسلامي ايضا وبجوائز قيمة تتجاوز قيمتها المليونين من الجنيهات. اعلى جائزة تصل إلى 250الف جنيه الغاز الاول و 300الف جنيه جائزة للأسرة القرآنية .. وأقل جائزة قيمتها 50الف جنيه.
لفت نظري ما يحدث على خريطة الاهتمام بالقرآن واهله حفاظا ومحفظين على مستوى الجمهورية وهي مسألة تستحق التحية والاشادة فأهل القران هم أهل الله وخاصته وقد آن الأوان أن ينالوا ما يستحقون من اهتمام وتقدير في المجتمع وأن يتصدروا الصفوف في المواقع المختلفة ويزينوا المجتمع بأخلاق وأنوار القران الكريم.
ومن جميل ما يحدث ان تعود المقارئ القرانية الى سابق عهدها بروح جديدة وقوة دفع اكبر في ربوع المحافظات وبمشاركات أوسع للمحبين والمتخصصين واهل الفضل من حملة القران فقد بلغ عدد المقارئ كما أوضح د. مختار جمعة حوالي 3799 مقرأة بينها 839 للائمة و2720 للجمهور و35 للواعظات و5 للسيدات و25 مقراة نموذجية و18 مجلسا للاقراء و157 قراء سورة الى جانب مقرأة كبار القراء المجودة والمرتلة والتي تعقد 4 مرات شهريا بمسجد الامام الحسين رضي الله عنه بالإضافة الى 457 مركزا ومكتبا لاعداد محفظي القران الكريم وكذلك حلقات التحفيظ عن بعد والتي وصل عددها الى 16 حلقة يشارك فيها450 دارسا..
هذا جانب من الاهتمام بالقران وأهله على صعيد وزارة الأوقاف وهناك قطاع اخر لايقل أهمية وقوة برعاية الازهر الشريف يعمل بكل دأب وفي جانب اكثر تميزا في تحفيظ القران يهتم بالقراءات العشر المتواترة والمعروفة الى جانب رواية حفص الأكثر شهرة مصريا وهذا موضوع حديث اخر بالتفصيل.
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com