سنة 541هـــ / 1146م أرسل جوسلين الثاني حاكم إمارة الرها رسالة إلى محمود نور الدين زنكي يطلب منه ترك نيته مهاجة الرها والجلوس لعمل مفاوضات سلام !
فهل تعلم كيف رد عليه نور الدين زنكي ؟!
أرسل له جراب أو كنانة أو غِمْد سيف من سيوفه التي يحارب بها عادة وقال له :
خذ هذا الغمد أو الجراب وسوف آتي إلى الرها لأضع سيفي فيه مرة أخرى ولن يطول هذا الأمر !
استهزأ جوسلين الثاني بتصرف نور الدين زنكي حيث كانت الإمارات الصليبية الأخرى وعدته بإمدادت جعلتهه يغتر بقوته .
لم تمر إلا ايام قليلة وكان نور الدين بجيشه في قلب مدينة الرها ويفر منها جوسلين الثاني هاربا في آخر لحظة قبل أن يدخل نور الدين قلعة المدينة ويأخذ غمد أو جراب سيفه الذي أرسله لجوسلين من أيام قليلة ويعيد سيفه إلى جرابه مرة أخرى كما وعد نفسه!.
إرسال نور الدين زنكي جراب سيفه إلى بلدوين له معنى مهم عند المسلمين وقتها واليوم وهو :
أن المقدسات لا تتسترد بالمفاوضات والإجتماعات والشجب والإدانات بل بالسيف !
ومن يظن أن هذه الجعجعات الحنجورية تعيد مقدسات فهو واهم !.
لما سألوا نور الدين عن سبب إرسال جراب سيفه ومن أين أتته الثقة أن يفعل ذلك قال لهم :
قلتها وأنا أحسن الظن بربي وأثق في رجالي .
فإن أنا أنتصرت ووفيت بما وعدت به وأعدت سيفي إلى جرابه فهو خير وغير ذلك هو الموت وساعتها لن أكون بينكم فيعاتبني أحدكم عن وعدي .
يا بني : إن القلم والقرطاس وحده لا يدافع عن عرض ولا يسترد حق.