تمتلك مصر موقعا جغرافيا متميزا؛ جعلها مقصدًا للطيور المهاجرة، التي تهرب من برد الشتاء في أوروبا، وتهاجر إلى مصر مرتين سنويًا، خلال فصلي الربيع والخريف، ويعد وادي النيل المركز الثاني ضمن أفضل مسارات هجرة الطيور في العالم.
وتُعد هجرة الطيور واحدة من عجائب العالم الطبيعي وتُعرّف على أنها الحركة المنتظمة للطيور التي تنتقل فيها من جزء من العالم إلى آخر والعودة مرة أخرى، والدافع الأساسي للهجرة هو التكيُّف والبقاء عن طريق البحث عن بيئة أفضل للعيش والتكاثر، وتقطع الطيور في هجرتها مسافات طويلة بسرعة وبأقل قدر من الطاقة وذلك بحثًا عن بيئة أفضل تتوافر فيها كمية غنية ووفيرة من الأغذية لتعويض ارتفاع معدل الأيض لديها، وتكون الهجرة ضمن فترات معينة من السنة ولدى معظم أنواع الطيور، إلا أنه يوجد أنواع من الطيور التي لا تهاجر، وأنواع وسيطة بين النوعين التي تهاجر هجرة جزئية. ومن أسباب هجرة الطيور حيث تتعدد أسباب هجرة الطيور، إذ تهاجر بحثًا عن بيئة أفضل يتوافر فيها الغذاء والطقس المعتدل وإمكانية بناء الأعشاش بأمان، فمثلاً تميل الطيور التي تعيش في نصف الكرة الشمالي إلى الهجرة شمالًا في الربيع وذلك للاستفادة من تزايد أعداد الحشرات والنباتات النامية ووفرة المواقع التي تناسبها لبناء أعشاشها والتكاثر، ومع اقتراب فصل الشتاء وتناقص توافر الحشرات والأغذية الأخرى، تعود إلى الجنوب مرة أخرى حيث يكون المناخ أكثر اعتدالًا، ولكن العديد من الأنواع لا تعود بدافع الهرب من البرد، مثل الطيور الطنانة التي تستطيع تحمل درجات الحرارة المتجمدة طالما توفر الإمدادات الكافية من الغذاء لها
ملاحة الطيور : كيف تهاجر الطيور؟ وكيف تحدد الطيور مسار هجرتها؟
تستخدم الطيور عند هجرتها عوامل مختلفة تساعدها على توجيه نفسها، ومنها التغييّرات المناخية، كاختلاف درجة الحرارة، والرطوبة لكتل الهواء، بالإضافة إلى المعالم الطبوغرافية، كالوديان، والجبال، والأنهار، والسواحل. كما أنّ الطيور تستطيع الطيران في اتجاه ثابت، بغض النظر عن مكان نقطة الانطلاق، وذلك بحسب وجهتها، وتبيّن أيضاً أنّ الطيور تستطيع الربط بين نقطة الانطلاق وموطنها، فتقوم بتحديد المسار المناسب للهجرة، ثمّ تلتزم بهذا المسار، ويُرجح أن تكون هذه القدرة عائدة إلى حسّها العالي، واتجاه المجال المغناطيسي للأرض، فتستطيع الطيور استخدام الشمس كعاملٍ لتوجيهها خلال النهار، والنجوم خلال الليل.
وتهاجر الطيور ضمن مسارات تسمى مسارات الطيران في هجراتها السنوية، وخلال عمليات البحث المتواصلة توصّل العلماء إلى تحديد عدة آليات تساعد الطيور على هجرتها وتنقلها في مساراتها الجوية ومنها ما يلي: تتعرّف بعض الطيور على مسار الهجرة من خلال تعرفها على المعالم الجغرافية. يمكن لبعض الطيور أن تساعدها أعضاءها الداخلية على الملاحة والوصول للوجهة المطلوبة؛ فيمكن للطير تحديد الاتجاه الشمالي بواسطة منطقةٍ في دماغه تدّعي بالكتلة (N) والتي تتفاعل مع عينيه، أو بواسطة كمياتٍ صغيرة من الحديد المتواجدة في الخلايا العصبية للأذن الداخلية له. يستطيع الطائر تحديد موقعه بدقّةٍ عبر استخدام منقاره، إذ يمكنه تتبع مسار الهجرة من خلال حاسّة الشمّ، ويساعد في ذلك العصب ثلاثيّ التوائم الذي يصل بين المنقار ودماغ الطائر، فيساعد هذا العصب على تمييز قوّة وشدّة المجال المغناطيسي للأرض بين المناطق المختلفة، كالقطبين وخط الاستواء. تستخدم العديد من أنواع الطيور الأجرام السماوية كدليل، فمثلاً تهاجر الطيور المائية مثل الإوز والبط خلال النهار، متبعة مسار الشمس لمواصلة مسارها، بينما تتحرك الطيور المغردة مثل طائر الطرائد والأوريول في الليل، باستخدام النجوم للبقاء في الاتجاه الصحيح.
أين تهاجر الطيور؟ تهاجر العديد من الأنواع لمسافات طويلة جدًا، وعادةً ما تهاجر الطيور إلى نصف الكرة الشمالي المعتدل أو القطب الشمالي لتتكاثر في الصيف وتهاجر جنوبًا إلى المناطق الأكثر دفئًا لفصل الشتاء، وتتسبب بعض التغيرات البيئية في محيط الطيور بحدوث تغيراتٍ تُعلمها بقرب موعد الرحلة، وخلال رحلتها تميل لاتباع الطرق التي لا يوجد فيها تضاريس قد تسد طريقها مثل؛ الجبال أو المياه، أما بالنسبة للطيور الحوامة مثل؛ النسور والصقور، فتتبع الطرق التي تولد مسارات الهواء الساخن والتي تساعدها على الارتفاع عن الأرض والاندفاع، فتصاعد الحرارة يوفر لهذه الطيور الطاقة اللازمة. وبعض الأنواع تصل المسافة التي تقطعها في هجرتها إلى 50 الف كيلومتر في السنة، البعض الآخر تستمر بالطيران بدون انقطاع لمدة تصل إلى 100 ساعة مع منظومة تحديد دقيقة للاتجاهات عند تلك الطيور.
متى تهاجر الطيور ؟
أولا: هجرة الخريفويوضح أنه في الربيع نشهد اندفاعا كبيرا من الطيور المهاجرة، حيث تتحرك بوتيرة سريعة إلى حد ما، للوصول في نهاية المطاف إلى مناطق التكاثر، ومع ذلك، خلال الخريف، لا يوجد الكثير من الضغط للوصول إلى أراضي الشتاء، والهجرة تميل إلى التحرك بوتيرة أبطأ. ويضيف أن مجموعة من العوامل تجعل هجرة الخريف أكثر صعوبة للدراسة.
ثانياً: هجرة الشتاء
ومع اقتراب فصل الشتاء ونقص الحشرات وغيرها من المواد الغذائية، تتحرك الطيور جنوبًا مرة أخرى. ويعد الهروب من البرد عاملاً محفزًا للهجرة، إلا أن العديد من الأنواع ، بما في ذلك الطيور الطنانة ، يمكنها تحمل درجات الحرارة المنخفضة طالما توفرت كمية كافية من الطعام.
وتهاجر الطيور عن طريق اتباع مسارات تسمى مسارات الطيران التي تستخدم فيها عدة آليات لترشدها إلى الطريق؛ إذ تعتمد الطيور على الأجرام السماوية أو تتبع المعالم الجغرافية، أو أن أعضائها الداخلية أو مناقيرها تساعدها على الملاحة والوصول للوجهة المطلوبة، ولهجرة الطيور عدة أنواع تُصنف بناءً على وقت أو مسار الهجرة أو تبعًا للمشاركة في الهجرة.أما عن الخريطة التي تتبعها تلك الطيور كل عام، فهي تأتى من أوروبا إلى شرق آسيا مرورا بالبحر الأحمر في مصر، فمسار تلك الهجرة يعتبر من أضخم المسارات في العالم، خاصة وأنه يربط بين مواقع التعشيش في أوروبا ومناطق التشتية في أفريقيا للطيور المهاجرة، وتتخذ في ذلك 5 نقاط رئيسية، وهى السويس، العين السخنة، سهل القاع، جبل الزيت، رأس محمد، ثم تستمر الطيور في رحلتها جنوبا إلى شرق وجنوب إفريقيا، قبل أن تعود من جديد بنفس مسار الرحلة، أهم تلك الطيور الصقور والنسور والبجع واللقالق التي تصل أعدادها إلى 37 نوع، بالإضافة إلي “الطيور المائية” التي تصل إلى 255 نوع، و”الطيور البرية” الأخرى.
مسارات الهجرة عبر مصر
تنطلق الطيور المهاجرة خريفًا من مناطق التكاثر في شرق أوروبا، وغرب آسيا، جنوبا إلي شمال ووسط القارة الأفريقية، وذلك بحثًا عن الدفء والغذاء، وربيعا في الهجرة العكسية من أفريقيا إلي مناطق التكاثر مجددًا، وفي فصل الخريف يمكن رؤية تلك الأعداد الكبيرة في جنوب سيناء، علي الأخص في منطقة محمية رأس محمد، حيث تعتبر منطقة راحة وغذاء على مسار الهجرة، وفي الربيع يمكن رؤيتها على سواحل البحر الأحمر، كما يمكن رؤية بعض الأعداد في أغلب أنحاء الجمهورية لكن بأعداد قليلة.
في الغالب الأعم تقضي العديد من الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر، وذلك على سواحل البحرين المتوسط والأحمر وبطول وادي النيل، علي الأخص في الجنوب بأسوان وبحيرة ناصر، فهناك بعض الطيور يمكن رؤيتها بأعداد كبيرة مثل اللقلق الأبيض، البجع، حوام السهول، حوام العسل، كما يمكن رؤية بعض الطيور المهددة بخطر الانقراض مثل الرخمة المصرية، والتي قدسها أجدادنا القدماء المصريين، ورغم ذلك تُعد من الطيور الخمسة المهددة بالانقراض، إضافة إلي الصقر الحر، ملك العقبان الشرقي، العقاب المنقط الكبير، أبو منجل الأصلع.
ويتضمن مسار الهجرة التي تمر بمصر منطقة وادي الأردن وصولاً إلى سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وبعد ذلك ينقسم إلى ثلاثة أقسام من خلال ممرين يعبران من خلال خليج السويس حيث يمر أحدها من أسفل وادي النيل والثاني من الساحل الغربي للبحر الأحمر، مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي، ويتبع الممر الثالث الساحل الشرقي للبحر الأحمر، السعودية واليمن، مروراً بالطرف الجنوبي لمضيق باب المندب ليتصل مرة أخرى مع الممرين الآخرين قبل الاستكمال جنوباً إلى الوادى المتصدع في شرق أفريقيا.
أهم المواقع لهجرة الطيور في مصر
تتميز الأراضي المصرية ببيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة، لذلك هناك 34 موقعًا يضم البيئات الأساسية، ففيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، أهم تلك المواقع بحيرة البردويل، وادي الريان، جزيرة الزبرجد، جنوب مرسى علم، القسيم، الزرانيق ببحيرة البردويل في شمال سيناء، وادي النطرون، جزر سيال بالبحر الأحمر، جنوب النيل، جزر روابل بالبحر الأحمر، البحيرات المرة بالقرب من قناة السويس، خزان أسوان، نبق على خليج العقبة، السويس، بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، جبل علبة، جبل الزيت، بحيرة البرلس، جزر الغردقة، سهل القاع بجنوب سيناء، بحيرة ادكو إحدى البحيرات الشمالية المصرية، جزيرة تيران، رأس محمد، بحيرة مريوط، جزيرة وادي الجمال، جبل مغارة، العين السخنة، بحيرة قارون.
وأهم تلك المواقع بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، بحيرة قارون ووادي الحيتان بالفيوم، بحيرة الباردويل شمال سيناء، بحيرة أدكو إحدى البحيرات الشمالية، بحيرة البرلس، العين السخنة، بحيرة مريوط، جزر روابل البحر الأحمر، خزان أسوان، جزر الغردقة، سهل القاع جنوب سيناء، رأس محمد، جبل المغارة، جزيرة الزبرجد جنوب مرسي علم، وادي النطرون. وتقضي الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر، منتشرة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط وعلى امتداد وادي النيل، في جنوب أسوان وبحيرة ناصر بالتحديد. وتتم عملية الهجرة خلال 3 مسارات، أحدها من خلال ممرين بخليج السويس، الأول يمر أسفل وادي النيل، والآخر من الساحل الغربي للبحر الأحمر، مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي، أما الممر الثالث هو الساحل الشرقي للبحر الأحمر، السعودية واليمن وصولًا إلى باب المندب، ويتصل مرة أخرى مع الممرين الآخرين، وتستكمل مسارها في شرق إفريقيا.
ورغم ما تعانيه الطيور المهاجرة تظل مصر بموقعها الفريد أعظم مسارات الهجرة عالميًا، فقد منح الله مصر موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا، حيث يمر خلالها مسار الأخدود الأفريقي العظيم، وهو ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم، يمر بها سنويا أكثر من 2 مليون طائر ينتمون لأكثر من 500 نوع، بينهم 37 نوع من الطيور الحوامة، وذلك في فصلي الخريف والربيع، حيث يهاجر أكثر من 2 مليون طائر سنويا خلال هذا المسار، بينهم أكثر من 1.2 مليون طائر جارح، و500 ألف لقلق أبيض، و66 ألف بجعة، ومن بين تلك الطيور هناك ستة عشر نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض نتيجة لعدد كبير من الأسباب.
أعداد الطيور المهاجرة إلى مصر وأنواعها
يمر بمصر أكثر من 2 مليون طائر، في فصلي الربيع والخريف، ينتمون لأكثر من 500 نوع، منها ما يزيد عن مليون طائر من الطيور الجارحة، و37 نوعا من الطيور الحوامة، و66 ألف بجعة، و500 ألف لقلق أبيض.
ماهى أنواع الطيور المهاجرة؟ يزور مصر كل عام أكثر من 500 نوع من الطيور المهاجرة، منها:
طائر القلق الأبيضطائر أوروبي يهاجر إلى المناطق الدافئة ببلاد الشام وشمال إفريقيا وتركيا وهو أحد أشهر الطيور الوافدة إلى مصر، يأتي في فصل الربيع ويرحل في الخريف ويتواجد في الدلتا والصعيد.
طائر الصرد أحمر الظهرويطلق عليه المصريين اسم “دقناش الأكحل”، يأتي إلى مصر في الخريف ويمكث عدة أسابيع، ويوجد في المناطق الصحراوية الظليلة أو على قمم الأشجار.
طائر السمانيعيش في أوروبا ووسط وغرب إفريقيا، ويهاجر إلى مصر في الشتاء، يوجد دائمًا على الشواطئ ويتم اصطياده للحمه الشهي، ويعتقد البعض أنه جزء من الطعام الإلهي” السلوى” الذي منحه الله لبني إسرائيل بعد هروبهم من سيناء كما ورد في القرآن الكريم والكتاب المقدس.
طائر أبو الفصاديأتي إلى مصر في الشتاء والربيع ويعود إلى أوروبا في أواخر شهر مايو، حيث فترة التخصيب والفقس، ثم تربية الصغار.
الهدهديوجد منه نوعين هجين في مصر، ويفد إلى مصر في الخريف، ويكون في فترة التزواج حيث الطقس المناسب له.
صقر الغزاليأتي من أوروبا مرورًا بآسيا الوسطي، ويصل إلى مصر ومنها إلى شبة الجزيرة العربية وإثيوبيا، مهدد بالانقراض نتيجة للصيد الجائر وعملية التدريب على الصيد، والتي تتم بشكل غير احترافي يؤدي إلى موته.
طائر دراسة الشعيرمن الطيور الأوروبية التي تهاجر إلى مصر في الصيف للتكاثر، ويعد للطعام في فرنسا ومصر ما جعله في قائمة الطيور المهددة بالانقراض.
طائر الوروارذلك الطائر الصغير الذي يستخدم في المنازل للزينة وتأتي طيور الوروار إلى مصر وتظل بها 6 أشهر، من بداية أبريل حتى نهاية سبتمبر، ويستخدمه المصريون لأغراض التربية والزينة، وأحيانًا ما يصطاد للأكل.
الخلاصة
تهاجر الطيور ضمن حركة منتظمة وموسمية وتقطع فيها مسافات طويلة بسرعة وبأقل قدر من الطاقة، لتنتقل من جزء من العالم إلى آخر وتعود إليه مرة أخرى في موسم مختلف، والدافع الأساسي للهجرة هو البحث عن بيئة أفضل يتوافر فيها الغذاء والطقس المعتدل وإمكانية بناء الأعشاش بأمان، وعادة ما تهاجر الطيور إلى نصف الكرة الشمالي المعتدل أو القطب الشمالي لتتكاثر في الصيف وتهاجر جنوبًا إلى المناطق الأكثر دفئًا في فصل الشتاء، وتهاجر الطيور عن طريق اتباع مسارات تسمى مسارات الطيران التي تستخدم فيها عدة آليات لترشدها إلى الطريق؛ إذ تعتمد الطيور على الأجرام السماوية أو تتبع المعالم الجغرافية، أو أن أعضائها الداخلية أو مناقيرها تساعدها على الملاحة والوصول للوجهة المطلوبة، ولهجرة الطيور عدة أنواع تُصنف بناءً على وقت أو مسار الهجرة أو تبعًا للمشاركة في الهجرة.
بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم