يعيش المواطن في غزة على قطعتين من الخبز المصنوع من الدقيق الذي خزنته الأمم المتحدة في القطاع ومع ذلك فإن العبارة الرئيسية التي تسمع الآن في الشارع هي “الماء الماء”، على حسب تقارير نشرتها الأمم المتحدة مؤخرا وباتت غزة مسرح للموت والدمار الشامل ولا طعم للحياة فيها وأنه لا يوجد مكان آمن والناس يخشون على حياتهم ومستقبلهم وقدرتهم على إطعام أسرهم .
حكومة نتنياهو التي اعتمدت على الكذب والتضليل والخداع لتنفيذ جرائمها التطهيرية، ترتكب الإبادة الجماعية المنظمة في واحدة من الجرائم المركبة في العصر الحديث والتي لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة وأصبحت غزة تعيش جحيم الموت والقتل، في ظل استمرار الكوارث الخطرة بحق الإنسانية .
ما حدث من مجزرة في مخيم جباليا بقصفها بـ4 أطنان من المتفجرات في أكثر الأماكن ازدحاما بالعالم، يعتبر من أكبر جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال والتي راح ضحيتها المئات بين شهيد وجريح دون أي مراعاة للقوانين الدولية والإنسانية، لتتضاعف المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق العائلات الفلسطينية منذ بداية الحرب إلى أكثر من 926 مجزرة .
إن حجم المتفجرات التي ألقيت على غزة تفوق حجم القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية مع استخدام قوات الاحتلال الغاشمة قنابل الفسفور الأبيض والتي تشتعل في الهواء وتتسبب في حروق تصل حتى العظم وتلف في أجهزة الجسم وتهتكات بالجهاز التنفسي بالإضافة الى قنابل أعماق (القنابل الارتجاجية) والتي لديها القدرة وصول حتى 50 قدما (15 مترا) تحت الأرض و6 أمتار بأرضية الكتل الخرسانية، وان هذه القنابل هي نفسها التي استخدمتها الولايات المتحدة بالعراق وسوريا وأفغانستان .
الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة بأكثر من 12 ألف طن من المتفجرات ووفقا للإحصائيات الأولية قابلة للزيادة فأن 42% من الوحدات السكنية في قطاع غزة تم تدميرها، جراء القصف العنيف الذي شنه جيش الاحتلال جوًا وبرًا وبحرًا منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الماضي وبلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة بالكامل 26684 وحدة، و140500 تم تدميرها بشكل جزئي، و9 مستشفيات خرجت عن الخدمة بعد تدميرها، إلى جانب 178 مؤسسة تعليمية، منها 140 مدرسة حكومية و20 مدرسة تابعة لوكالة الأونروا .
وكل من يتابع ما يجري في فلسطين ألان يشعر في خيبة وصدمة ودهشة من الصمت المخزي للمجتمع الدولي المنافق الذي كشفت عورته بسبب مواقفه من الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة بالرغم من مستوى الدمار في المباني والبنية التحتية كأنه زلزال لم يسبق له مثيل .
استمرار بعض الدول الكبري في العالم والقوى المتنفذة بدعمها المطلق لكيان الاحتلال وتبرير جرائمه بحق المدنيين وتراخيهم عن وقف هذه المجازر والإبادة الجماعية هي جريمة بحد ذاتها حيث يتحملون جميعا مسؤولية المذابح والتهجير في غزة، وان تلك المواقف تشكل وصمة عار عليهم وعلى دول العالم المنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة .
لا بد من التحرك في اتجاه وقف العدوان المنظم وحرب الإبادة الجماعية وان الدول التي صوتت على قرار الأمم المتحدة بوقف العدوان الإرهابي يجب عليها العمل على اتخاذ خطوات عملية وعقابية بحق الاحتلال لإجباره على إيقاف حرب الإبادة على أهلنا في غزة .