ما الذى يمكن أن يعنيه فى قليل أو كثير تدمير هذا المجتمع حيث يؤول هذا الدمار إلى أرقام تراكمية لأرصدتهم فى البنوك وإلى القدرة الكبيرة على استهلاك المزيد من المتع التى تستهلك ثوانيها أعماراً كاملة من حياة البشر . ما الذى يمكن أن يعنيه ذلك لهؤلاء الذين يخطون فوق دموع الناس ويغتسلون بدمائهم . إن كل شىء لديهم مباح . ويتم إستغلالهم فى أعمال عنف وتخريب وحرق وتدمير العديد من المنشآت الحكومية والخاصة ، وهو ما تسبب فى خسائر فادحة لغزة البريئة ، وجريمة انسانية فى حق الوطن لتحقيق مآرب ومصالح خاصة ، مما يشكل نذير خطر فى جسد الوطن ، وهو ما يتناقض مع التربية السلوكية التى دعا إليها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .
لا قيمة لا حقيقة لا صواب لا هدف إلا ما ينفعهم أو يعود عليهم بالفائدة ، كل شىء لديهم مباح من نهب ثرواتنا ، إلى إحراق دمائنا غيظاً فى غزة وكافة البلاد الإسلامية الفقيرة إلى التلذذ بامتصاصها فى بطء . لقد صار الفساد ينتشر كالطاعون ، بل إن حياة البشر نفسها لم تعد لها قيمة عند تجار الموت .
أموالنا وخيراتنا تتدفق إلى جيوب وأرصدة رجال الأعمال الأمريكيين فى شكل أرقام تراكمية ، ولتظهر الدراسات والنظريات والمهدئات والمنومات التى تكيف هذه العمليات البشعة . كل شىء لديهم مباح وليتجرع الشباب نيران الغيظ ، أو ليسقط الضعفاء منهم فى هاوية الإحباط والكآبة وهم يرون أبسط أحلامهم بل وأبسط حقوقهم تتحول إلى مستهلكات ترفية يتمتع بها المستغلون الانتهازيون .
وبذلك نسقط فى هوة التخلف الحضارى وبدلاً من أن نتقدم إلى الأمام نجرى بخطوات سريعة إلى الوراء ، إنه مهما يكن من شىء فإننا نوقن أنه سيظل الخير فى هذه الأمة إلى يوم القيامة لكننا لا بد أن نعى جيداً أنه فى ظل المتغيرات الشيطانية الوافدة علينا فإن الأخيار المعتصمين بدينهم فى هذا العصر هم أقرب الناس إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( سيأتى زمان على أمتى القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من النار ) . ولن يكون هناك حل للخروج من هذا المأزق إلا بالانفصال عن عجلة القيادة الغربية والاستقلال السياسى والاقتصادى والثقافى من تبعية الغرب والعودة إلى قيمنا الأصلية فى ظل العدالة المستمدة من الإسـلام .