وهل_تتألم؟!..
قليلا..
فقليل الألم لا يضر..
بداخلي مقدار دهرين من وجع..
وحطام قلب..
وركام روح..
هنا ندبة..
هنا كذبة..
وتلك الندوب جروح..
لا يا صديقي..
أنا لا أتألم أبدا..
وإنما كنت أتأول..
أنا ياصديقي، لا أحتاج ترياقا لأشفى..
أنا..
فقط، أحتاج ألف عمر فوق العمر..
ليلتئم جرحي الأول..
ربما، أعود حينها من الموت..
ولا يهم، هل تذهب تلك الأحزان أو تبقى..
فقل لهم أن يذهبوا عني بقايا الموت، إن استطاعوا..
أو، فليعيدوا لي فراغ حياتي الأولى..
أخبرني..
هل يتألم العائدون من غربة المنفى؟!..
هل يتألم العائدون من الموت، ليبقوا على ذمة الموتى؟!..
وهل يتألم من لم يذق يوما ألم الغرغرة؟!..
دع عنك كل هذا يا صديقي..
فالعاصفة، وإن تكررت ألف مرة بعد المرة الأولى..
لاتجد شيئا تدمره..
هي بعض طعنات تسكن عمق خاصرتي..
وبعض آهات مكتومة في الحنجرة..
وكله سيمر..
انتهى..