الإخبارية وكالات
رغم مطالبتها السّكان باللجوء إليها، عادت إسرائيل وحوّلت مدينة خانيونس، الواقعة جنوبي قطاع غزة، هدفا رئيسيا في الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي، بعد توسيع عمليّاتها العسكرية مِن شمال القطاع إلى جنوبه، وأمرت ساكنيها وما حولها بإخلائها، تمهيدا لعملية برية في المدينة التاريخية التي تعدّ ثاني أكبر مدينة بغزة من حيث السكان والمساحة.
وشنّت إسرائيل غارات جوية مكثّفة على مناطق مختلفة بخانيونس، حيث نفّذ طيرانها الحربي سلسلة غارات على مناطق معن وبني سهيلا والشيخ ناصر، كما طال القصف محيط مستشفى ناصر، وفق التلفزيون الفلسطيني، الذي أكّد تنفيذ الجيش الإسرائيلي أحزمة نارية عنيفة، تركّزت على المدينة.
وفي تقدير خبير عسكري، تحدَّث لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن إسرائيل لديها خطة لتقسيم غزة إلى مناطق، ومعارك الجنوب ستكون أكثر ضراوة من الشمال، لوجود الكثير من عناصر “حماس” في المنطقة.
لماذا تريد إسرائيل تهجير أهالي خانيونس؟
نشر الجيش الإسرائيلي، الإثنين الماضي، خريطة على منصة “إكس” تحدّد نحو رُبع مدينة خانيونس باللون الأصفر، مما يعني ضرورة إخلائها، إذ شملت 3 أسهم تشير إلى الجنوب والغرب، مما يعني مطالبة السكان بالتحرّك تجاه البحر المتوسط والحدود المصرية.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فمن المرتقب أن يركّز الهجوم على خانيونس، لأنها:
• مسقط رأس قادة بارزين في حركة حماس، من بينهم يحيى السنوار ومحمد الضيف.
• اعتقاد إسرائيل أن السنوار يدير عمليات “حماس” مع محمد الضيف ومروان عيسى وكبار القادة، من خانيونس.
• الجيش الإسرائيلي يعتقد الآن أن السنوار وقادة “حماس” يحتمون أسفل خانيونس، وفق الصحيفة الأميركية.
نزح ما يصل إلى 80 بالمئة من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، من منازلهم بسبب حملة قصف إسرائيلية، حوّلت معظم القطاع الساحلي المكتظّ إلى حطام.
استراتيجية إسرائيل بجنوب غزة
تقول صحيفة “الغارديان” البريطانية إنّ إسرائيل لديها قناعات بوجود قادة حركة حماس في خانيونس، وذلك ترسّخ لديها خلال الفترة الماضية، كما أنها بنت معلوماتها على:
• اعترافات عناصر “حماس” ومسلحين أوقفتهم خلال توغّلها في شمال غزة.
• استراتيجية إسرائيل بالجنوب سترتكز على استخدام هذه المعلومات لاستهداف قادة “حماس”.
• منتقدون لتلك الاستراتيجية يرونها أنها لن تفعل الكثير لتقليل التكلفة البشرية المرتفعة التي لحقت بالفلسطينيين جرّاء العمليات الإسرائيلية شمالا وجنوبا وفي وسط غزة.
• نقلت الصحيفة عن كوبي مايكل، الباحث بمعهد دراسات الأمن الدولي، قوله إنَّ إسرائيل باتت تقترب من قادة “حماس”، وهدفها التوصّل لاتفاقٍ أفضل فيما يتعلّق بالإفراج عن أسراها لدى “حماس”.
• تركيز العمليات العسكرية على رفح، بسبب وجود أنفاق التهريب تحت الأرض التي تعيد بناء قدرات “حماس” العسكرية.
خطة إسرائيل في خانيونس
يقول الخبير العسكري اللواء واصب عريقات، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنّ المعركة البرية للجيش الإسرائيلي في خانيونس ستختلف عن هجوم شمال غزة، إذ ستكون أشدّ ضراوة من معارك الشمال الذي شهد المرحلة الأولى من الحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة، ويُضيف:
تلك المعركة في الجنوب ستكون للمقاومة اليد العليا فيها، حيث يوجد “لواء كتائب القسّام” في هذه المنطقة، وهو مِن الألوية القوية وذو خبرة كبيرة.
إسرائيل خسرت في معارك 2014 نحو 40 بالمئة من عتادها البشري والعسكري في خانيونس.
هدف وخطة الجيش الإسرائيلي تقسيم وسط وجنوب غزة إلى 3 أقسام، حيث القسم الأوّل: دير البلح ومُخيّمات النصيرات والبريج والمغازي، والثاني منطقة خانيونس، والثالث مدينة رفح الحدودية مع مصر.
إذا نجحت الخطةّ، سيُقسّم الجيش الإسرائيلي قطاع غزة إلى 4 مناطق عمليات، لكلّ منطقة قوات مخصّصة وأخرى مدافعة.
إسرائيل هُزمت في غزة، لكنها لا تريد الاعتراف بتلك الخسارة، لذا ترتكب جرائم حرب بحق المدنيين وتنقل معاركها من الشمال إلى جنوب غزة.