يلازم الحلم الإنسان ما دام على قد الحياة قد يكون الميلاد عسيرا أو سهلا حسب الحالة النفسية والظروف المحيطة بالإنسان أثناء اليقظة بالليل والنهار وبالنسبة لكبار السن ..الحلم غالبا هو العمل ..وأحيانا الأمل ..ويظل الملف مفتوحا ..كل يغني على ليلاه..
هذا هو موضوعي مقالي بمجلة حريتي الغراء..أطرحه للنقاش مع الأصدقاء.
** الأحلام أثناء النوم.. نعمة كبرى من الله- سبحانه وتعالى- للأسف لا يدرك الكثير منها أهميتها وضرورتها بل قد يشعر بالضيق منها.. ويتوجس بما شاهده خلالها.. هنا يلجأ إلى كتب تفسير الأحلام التى تحرص على وجودها الكثير فى البيوت.. أو يبحث عن مفسر لها فى محيط الأسرة أو العمل.. ويتأثر كثيراً إذا ما عرف فلانا أو فلانة شهرتها ان أحلامها لا تخيب.. ناهيك عن أحلام اليقظة.. أو ما عرف عن تمتع البعض باحساس خاص يتمثل فى انه يشعر بما سيحدث له خلال اليقظة.. وانه شبه سيقابل فلانا وفلان.. وبالفعل يحدث ذلك خلال النهار.
** يعتبر البعض منا الحلم عبئا ثقيلا.. على النفس.. خاصة مع التقدم فى العمر وتفاعل الذكريات مع ما بقى من أمنيات… فى أحلام متتابعة.. قد تتكرر بنفس المعنى رغم اختلاف فى المحتويات.. وينسى ذلك الكم غير المحدود الأفق.. خلال الحلم فى التواصل مع الآخرين.. وعلى سبيل المثال قد نرى الشخص فى مراحل سنية مختلفة قد لا تكون قد عرفته فيها أصلا.. أو تقابل خلال الحلم شخصيات مؤثرة وناجحة لم تتعرف عليها إلا من نشرات الأخبار أو كتب التاريخ. < كما ان الحلم مهما كان قصيرا أو طويلا.. يحمل بشرى أو انذارا بالخطر رمز يكشف عن صفحات مجهولة فى حياتنا أو سلوكياتنا.. أسفرت عن ازدهار لعلم النفس.. وضرورة زيارة الطبيب النفسى.. أو التفسير العلمى للأحلام… كما بدأها العالم فرويد وتفرعت منها مدارس كثيرة.. تحاول اقناعنا بمساعدة الدراما.. ان التحدث باستفاضة على كرسى الطبيب.. يقفز بالعقدة- العقبة- فى عقل المريض.. وبالتالى تؤدى للشفاء.
**قد تكون المقدمة طويلة.. ولكنها ضرورية بالنسبة لى على الأقل.. للكبار فى السن الذين يعتقدون بأن الحل للقلق والوحدة هو الذهاب للنوم.. ثم يفاجئون بأن الجسم يناشد العقل الاسترخاء.. يحاول جاهدا اغلاق العينين.. بينما يكون العقل جاهزاً برصيده من الذكريات المضاف إليها آخر ما وصل إليه من معلومات مصادرها الاعلام والفضائيات والتواصل المجتمعى وزيارات مفاجئة ونادرة للأقرباء.. تشتعل المعركة.. يتحرك الجسد فى جميع الاتجاهات.. ويرفض العقل التخلى عن سلاح الحلم.. وليكن ما يكون.. تطول المعركة أو تقصر.. تنتهى بالاستسلام من التعب.. بالاندماج فى الحلم.. الذى قد يكون جديدا أو معادا.. لكن النوم الحقيقى يظل بعيدا أو لا يتحقق بالمعيار المطلوب. < تعودت على ذلك- حتى امتلأت.. بل تكدست حقيبة العقل.. بأحلام مفتوحة الامكانيات أعنى من حيث التعامل مع الأبطال.. وحضورهم فى أشكال وأعمار مختلفة.. ويتجسد قبل نهايتها خوف غريزى.. تواصل فى عدم مغادرة المكان.. فقدان جواز السفر.. عدم توفر وسيلة مواصلات.. مغادرة الطائرة قبل الوصول.. الخ.. ومع مرور الوقت تعلمت فضيلة الصمت.. وندرت أحاديثى مع الابنة العزيزة عما أشاهده من أحلام.. ومع هذا الحمل الثقيل تمنيت ان أحصل على قليل من النوم الحقيقى.. الذى ادرك جيدا ضرورته للانسان.. كى يستقبل يوما جديدا ويتصرف فيما قد يحدث.. رغم المرض والوهن والضعف والتغيرات المناخية التى تضاعف آلام الكبار.
** وحدثت المعجزة.. شعرت بها بعد ان جاءت بردا وسلاما على الجسم المكدود.. صليت الفجر رقدت على السرير.. حرصت على الغطاء الثقيل.. ظللت أقاوم آلام القدمين.. وصداع الرأس استغرقنى التفكير فى حل ناجع وسريع.. فجأة سمعت أذان المسجد المجاور اكتشفت انه أذان العصر.. واكتشفت انه مضى من الزمن أكثر من ساعة.. استغرفت فيها تماما فى النوم اللذيد.. بل وغادرت الفراش لأتوضأ.. والجديد انه مع الذهاب لدورة المياه.. اكتشفت غياب الأحلام.. ومعها القلق فى التفسير والعودة لخزانة الذكريات.