كَانَ الأربَعَون في أصَح الروايات هو العمر الفعلي لمقاليد حمل الرسالة المُحَمَدية تكليفاً وتشريفاً، وبعض الرسالات الأخرى،،
وذات الأربعين جاء ذكره في القرآن الكريم صُراحاً في سورة الأحقاف ( وَوَصَينَا الإنسَانَ بوَالدَيه إحسَاناً حَمَلتهُ أمَهُ كُرهاً وَوَضَعَتهُ كُرهاً، وَحملهُ وفِصّالهُ ثَلاثُونَ شَهراً، حتَى إذَا بَلغَ أشُدَهُ وَبَلغَ أربَعينَ سَنَةً قَالـ رَبِ أوزعني أن أشكُرَ نعمَتَكَ عَلي وَعَلىَ وَالدَي وأن أعمَلَ صّالحاً تَرضَاهُ، وأصلِح لي في ذُريتِي إني تُبتُ إليكَ وإني منَ المُسلمين (15)
وتتجلى أنصع فائدة من سن الأربعين في بلوغ الاستواء الجسدي وتناهي الإدراك العقلي… فخُص به تكليف الرسل، وجاء ذكره في القرآن الكريم على التعميم، مصحوباً بالوصية بالوالدين وبشكر النعمة وبالصلاح نفساً وذرية وبالتوبة وبالإقرار بالإسلام ….
وأما الستون فهو العمر الذي حذر النبي صلى الله عليه وسلم كل امريء بلغ إياه أو تخطاه ( أعذر الله إلى امريء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة )
أي أن كل من بلغ ستين سنة وما فوقها ليس له عذراً يعتذر به إلى الله، إذا كان منغمساً متوحلاً في تيه الذنوب…
وهذا وجه لسن الستين:
الوجه الآخر ما جاء على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ( أعمار أمتي بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك)
تبدو لي دلالة استنتاجية من هذا الحديث، في عمر النبي صلى الله عليه وسلم وأعمار خلفائه الراشدين الأربعة..
فقد مات صلى الله عليه وسلم عن عمر ثلاث وستين سنة
ومات أبوبكر في هذا العمر تماثلاً
ومات عمر وعلي في نفس عمر صاحبيهم
بينما مات عثمان ذي النورين عن اثنتين وثمانين سنة ..
وأكثر الأمة يموتون بين الستين والسبعين وهو سن النبي وثلاثة من خلفائه، والقليل الذي يجوز ذلك هو سن عثمان رضي الله عنه…