كشفت حرب غزة أن أمريكا وإسرائيل تضع القوانين الدولية والمنظمات الأممية والقوانين الإنسانية تحت أقدامهم..ما فعلته أمريكا فى مجلس الأمن باستخدام حق النقض (الفيتو ) ضد قرار إنسانى بوقف الحرب فى غزة ووقوفها منفردة فى وجه العالم بعد أن تخلى عنها داعموها من القوى الكبرى فى العالم مثل فرنسا وألمانيا وحتى بريطانيا امتنعت عن التصويت يدل على أن أمريكا هى الراعى الرسمى لحرب الإبادة الجماعية لأهل فلسطين؛ وهذا ما عبر عنه وزير خارجية الكيان الصهوينى بأن رفض أمريكا لوقف إطلاق النار يمثل الضوء الأخضر لإسرائيل لاستمرار الحرب فى غزة.. الخارجية الأمريكية تجاهلت مطالب اللجنة المشكلة للدول العربية والإسلامية التى تمخضت عن اجتماع الدول العربية والأسلامية الذى عقد فى الرياض فى نوفمبر المنصرم.. هذا إن دل فإنما يدل على فقدان سبعة وخمسين دولة عربية وإسلامية تأثيرها على القرار الأمريكى.. السؤال هنا هل فقدت الدول العربية والإسلامية قوتها ووزنها رغم ما لديها من إمكانات مادية وبشرية ولوجستية للضغط على أمريكا؟ هل لو شعرت أمريكا بأن مصالحها مهددة فى هذه الدول كانت ستُقدم على ما أقدمت عليه ومستمرة فيه؟ واقع الحال يشير إلى أن أمريكا لا ترى أن مواقفها هذه لا تشكل أى خطورة على مصالحها فى الدول العربية والإسلامية.. إسرائيل وأمريكا لا تعرف غير لغة القوة والمصالح فهذا هو الرادع الوحيد لهما وخلاف ذلك فهو هراء.. ما هو راسخ فى ذهن هؤلاء الصهاينة هو عدم وجود دولة فلسطينية وهذا ما عبر عنه نتنياهو مجرم الحرب فى تصريحاته الأخيرة بأن حماس تريد أن تزيل إسرائيل من الوجود اليوم، ومنظمة التحرير تريد هذا غدا وبالتالى يجب ألا يكون لهؤلاء وهؤلاء وجود بيننا!.. ليس مطلوبًا من الدول العربية والإسلامية أن تعلن الحرب على أمريكا.. مطلوب مواقف وأفعال وكل ما يمثل أوراق ضغط ويهدد مصالح أمريكا فى المنطقة ويؤثر على اقتصاد أمريكا الذى يعانى فى هذه الفترة معاناة لم يشهدها من قبل.. استدعوا سفراءكم من أمريكا وإسرائيل اطردوا سفراءهم من دولكم.. أوقفوا التطبيع أو جمدوه. أوقفوا صفقات السلاح واتفافيات وبروتوكولات التعاون فى شتى المجالات مع أمريكا وإسرائيل ومن يتخندق معهم.. وقتها ستجدون أمريكا وإسرائيل هم من يأتون إليكم ويقدرون مواقفكم ويستجيبون لمطالبكم.. كسر حماس أو هزيمتها لا قدر الله هو ضياع للقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية ولمسرى رسول الله ولأولى القبلتين.. المواقف فقط هى ما تغير واقع الحال وكفى تصريحات ومناشدات ومطالبات وشجبًا وندبًا إذا كنتم فعلا حريصين على القضية الفلسطينية ومقدرساتنا الإسلامية.