انتهي الماراثون الانتخابي الرئاسي، بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية جديدة، لمدة 6 سنوات قادمة، ولا شك أنه حقق إنجازات كبيرة بداية من عام 2014 وحتى الآن لا ينكرها أحد، ونراها رؤيا العين من مشروعات كبرى وقومية ساهمت بلاشك في دفع عجلة التنمية، وتنشيط الاقتصاد، وتوفير الكثير من فرص العمل، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر قناة السويس الجديدة، وبناء المدن الجديدة، والعاصمة الإدارية، ومشروعات الطاقة والغاز والكهرباء وإصلاح الأراضي، وبناء الأنفاق وتطوير البنية التحتية وتحديث عتاد الجيش والشرطة، مما أعاد أهم سلعة للشعب المصري وهي الأمن والأمان الذي افتقدناه بداية من عام 2011، بالإضافة إلى الكثير من الذي تحقق في سبيل مصر على المستوى الداخلي والخارجي.
ونحن مع بداية الولاية الثالثة الجديدة للرئيس هناك أهم الملفات الملحة والضرورية التي يجب ان تكون في مقدمة الأولويات لبحثها، وأثق أنها تشغل بال القيادة السياسية، وهي قضية الأسعار التي يجب وضع حلول لها، والتي أصبحت بلا رابط ولا ضابط، وتلهب جيوب المصريين، وهم بالليل والنهار لكافة الأسر المصرية والتي تتناولها كافة وسائل الإعلام يوميا مطالبة بالحد من ارتفاع الأسعار الجنوني الذي نشهده وعودتها في متناول الاسر المتوسطة ومحدودة الدخل
و لمعالجة هذه القضية الهامة لابد من وضع استراتيجية اقتصادية بفكر جديد غير تقليدي والاستعانة بخبراء الاقتصاد، ومصر زاخرة بهم المشهود لهم بالرؤية الثاقبة والفكر الاقتصادي المتجدد الذي يساير المستجدات الاقتصادية العالمية، وذلك للقضاء على التضخم وتذبذب الأسعار يوما بعد يوم، وتكثيف نشاط الأجهزة الرقابية على الأسواق من مفتشي ومباحث التموين وكافة انواع الرقابة مثل ما يفعل الآن جهاز حماية المستهلك الذي يقوم يوميا بضبط سلع بكميات كبيرة مخزنة لدى المحتكرين و تجار يبيعون بأسعار مرتفعة غير مبررة وسلع مغشوشة ومقلدة ومجهولة المصدر واحالة اصحابها فورا لجهات التحقيق
ولابد من قيام المشرع ومجلسي الشيوخ والنواب بتغليظ عقوبات المتاجرة في أقوات الشعب التي أغلبها تم سنها منذ الخمسينيات والستينيات وهي المصادرة والغرامة مع إيقاف التنفيذ والحبس ليس وجوبا، كما أن على المؤسسات الدينية ان تزيد من توعيتها بحرمة وعقاب الله في من يحتكر أقوات الناس لبيعها بأسعار فوق طاقتهم، وعلى وسائل الإعلام حث المواطنين وخاصة القادرين بعدم تخزين السلع لأن ذلك يساعد في تفاقم الأزمة، ويزيد الأمر صعوبة على معظم الأسر المصرية، خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم أعاده الله على مصر والناس جميعا بالخير والبركات واتمني من الله ان يهل علينا وتكون الأسعار استقرت وأصبحت في متناول غير القادرين.