تقول الكاتبة والمؤلفة د. نعومي وولف، أرجو أن تستمتعوا -قدر استطاعتكم -بمقدمتي لكتاب “المخ المُلقَّن”، للدكتور مايكل نيلز، الذي يشرح علم أعصاب الدعاية، لأنه يفسر الكثير.
لقد أصبح القراء العاديون يدركون أن الدماغ البشري يمكن أن يتغير؛ وأن التجارب يمكن أن تعدل ردود أفعاله وعملياته. معروف، مثلًا، أن اضطراب ما بعد الصدمة يترك تغييرات دائمة في وظائف المخ. وثبت أن الأمومة تغير الدماغ وأن الارتباط هو عملية كيميائية يعدلها المخ.
ونحن نفهم أيضًا، كقراء عاديين، أن الدعاية واقع.
ويفهم الجمهور المعاصر أيضًا أن الحكومات -والشركات أيضًا -تستخدم “الرسائل” -والدعاية المكثفة أحيانًا –لتوجيه الناس لاتخاذ إجراءات يمكن أن تكون ضد مصالحهم أو تتناقض مع أحكامهم الواعية؛ ولخلق التحيزات والانقسامات التي قد لا تكون موجودة؛ وذلك لزيادة المخاوف وإثارة الشعور بالضعف فينا، حتى تتمكن من التلاعب بنا وتوجيهنا بشكل أفضل نحو أهداف ليست أهدافنا.
لاحظ الكثير منا أن أحباءنا وزملاءنا قد تغيروا. في مرحلة ما بعد حقن الحمض النووي الريبوزي المرسال (الخاص بوباء كورونا)، الأشخاص الذين كانوا مفكرين نقديين من ذوي التعليم العالي، أصبحوا غير قادرين على التفكير خارج ثنائيتين بسيطتين. الأحباء والأصدقاء يتساءلون: لماذا يوجد إحساس بشيء مفقود عندما نجلس مع صديق تم تطعيمه أو يخاف من فيروس كورونا. لا يمكننا فهم ما الذي تسبب في هذا التغيير الجذري.
يجادل الدكتور نيلز بأن البروتين الشوكي، إلى جانب تدابير كوفيد الأخرى، يمثل هجومًا متعمدًا على منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة بالمخ البشري، وأن “بث الخوف” يمنعنا من التمسك بذكريات حياتنا أو ذواتنا السابقة. ولذلك، أصبح البشر مجردين من الفردية، وأكثر قابلية للإيحاء، وأكثر نسيانا، وأكثر امتثالا، وأقل قدرة على الانخراط في التفكير النقدي والتفكير الإبداعي.
وبدراستي للآثار النفسية للتعذيب والعزلة، أدركت أن العزلة تسبب تغيرات عميقة ودائمة أحيانًا في الدماغ. كنت أعلم بشكل حدسي خلال “الحرب العالمية على الإرهاب” عقب أحداث 11 سبتمبر، أن الخوف المستمر يضعف القدرات اللازمة للتفكير النقدي.
يوفر “المخ الملقن” المعرفة العملية المفقودة في علم الأعصاب، ويفسر السبب في أن عزل الناس يخلق مجموعة سكانية أكثر ارتباكًا وأكثر سهولة في التلاعب بها. إنه يفسر بالضبط لماذا يقولون إن القرب من الآخرين قد يقتلك، أو يمكنك قتل الآخرين باقترابك منهم جسديًا.
إذا كان الدكتور نيلس على حق، فستكون نظريته بنفس أهمية اكتشاف سيجموند فرويد للعقل الباطن، إن لم تكن أكثر أهمية. إذا كان على حق، فإن نظريته تفسر لماذا فرضت الحكومات تدابير “الإغلاق” وحقن الحمض النووي الريبوزي، والتي لا تتعلق بالصحة العامة ولكن بخلق مواطنين سلبيين يسهل التلاعب بهم.
من المخيف أننا نعيش في زمن توجد فيه حرب على أدمغتنا، كما أشار الدكتور نيلز.