مع الأحداث الساخنة التي تمر بها المنطقة والعالم تتجه أنظار البشر إلى ما تنقله نشرات الأخبار بكل اللغات ..
البعض يثق في موضوعيتها والآخر يبحث عما تحتويه من آراء لأن هناك الكثير مما يطلق عليه ” الأخبار الملونة” حذرنا من الخداع به أساتذة الإعلام ولكن تعالوا نتعرف على هذا الكيان (نشرات الأخبار)
عاش الإنسان حريصًا على تلبية حاجته نحو المعرفة.. واعتبرها الحل للمشكلات والأزمات التى مر بها فى رحلة الاستقرار بحثًا عن الأمان.. ومقدمة لمهمة الإعمار فى الأرض.. واستثمار موارد الطبيعة.. غذاء.. وكساء.. صحة وعشقًا فى جميع المجالات.. وبدأ نقل الأخبار كوسيلة لاحاطة الآخرين.. للعمل بنفس الحل.. وان اختلفت الوسيلة من صاحب الابتكار نفسه.. إلى المنادى بسجل ودفتر أحوال القبيلة أو القرية.. ثم الغرباء الذين لا يملكون ملكة الانتظار.. اختاروا السعى سيرًا أو على دابة.. إلى بلد الحل.. يشاهدون.. يتفاوضون.. ربما يندمجون فى هذه البلدان.. ويصنعون ما يصنعون للفوز بالجهاز المتين والخبر اليقين.
**رويدًا.. رويدًا افسحت الحضارة اجنحتها.. لتحتضن الإعلام.. فى مهمة أخذت فى الصعوبة مع تنامى الحاسة السادسة.. وحب الاستطلاع.. وبالتالى الشوق التلقائى إلى سماع ونقل الأخبار.. واخترع الإنسان آليات مختلفة للتواصل من الجريدة.. واللافتة.. ومواكب الشوارع.. إلى دور صحفية ضخمة.. محطات للراديو والإذاعة.. سرعان ما استوعبت شرائط الأخبار المرئية.. وتطورت كثيرًا.. وبسرعة فائقة.. **عرفت التجربة الكونية الواحدة المحطات الفضائية الاخبارية التى تنقل أخبار العالم إليك.. أينما كنت.. ربما أثناء وقوعها.. بعد أن انضم المشاهدون إلى جهاز المراسلين.. وسهلت تكنولوجيا الاتصالات هذا التواصل.. بما يشبه المعجزة التى عظمت كل القواعد.. ناهيك عن الزخم المتصاعد وغير المحدود.. الذى أضافته وسائل التواصل الاجتماعى الإنترنت وشركائها.. واتسعت دائرة الاخبار إلى قلب المجتمعات السكانية واسفرت عن قصص وحكايات متنوعة الآثار.. قوبلت باختلاف عميق فى وجهات النظر.. كما حقق الرأى نموًا بالتوازي.. من خلال تويتر والفيس بوك وأشقائهما.. ليفخر الجميع كل بوجهة نظره.. وتثرى معارك الكلمات بشكل غير مسبوق.
** كل هذا الغزو الاخبارى أعتبره بعيدًا عن مقال اليوم.. ونحاول بسرعة الحديث عن آفاق ومسالك تعيش فيها منظومة الاخبار الشخصية إن صح التعبير.. وينضم إليها الأخبار العامة.. ذات الاهتمام الشخصى وبالاخص المجتمعية.. والحياتية.. وربما تدخل دائرة النميمة.. والحسد.. وحتى الاقتناع بعدم الجدوي.. اتحدث أولاً عن أخبار العائلة.. ولو أنها تراجعت لأسباب اجتماعية واقتصادية وسلوكية.. بعد أن اغلق البيت الكبير أبوابه.. وتقاسم أعضاء العائلة الباقون وقت اللقاء.. فى اهتمامات فرعية.. بعيدة عن مائدة العشاء الحواري.. وانتقلت مسئولية الاب والأم فى نشرة أخبار العائلة إلى أصدقاء وصديقات الابناء.. وشلل المذاكرة والألعاب والنادى والرحلات.. وسيطرت عليها ألعاب الكمبيوتر وحفلات الميلاد والديسكو والتقاليد الغربية المستوردة عبر القرية الفضائية. ويأتى المقهي.. والكافيه والمطاعم.. والأماكن العامة فى المركز الثانى لنشرة الأخبار الخاصة.. يتصدر هوامشها إجندة وبطولات للطاولة والشطرنج والدومينو ولعب الورق.. ويتناول صفقات عمل محتملة.. أو بداية مشروع تجاري.. أو رغبة فى ارتباط.. وربما الاتفاق على سفر للخارج.. وهناك فى المقاهى التى تطبق نظرية التخصص فى الزبائن (السن ــ المهنة) ومنها من تخصص لأصحاب المعاشات.. وتناولها كاريكاتير الرائع صلاح جاهين. **وبعدها تأتى وسائل المواصلات والنقل الجماعي.. عربات المترو والقطارات وساحات الانتظار بالمحطات.. يبدأ الحوار بالسؤال عن المواعيد والانتظام.. ثم الحوار فى مستوى للخدمة والنظافة.. والتشغيل.. بعدها تنهال الاخبار من كل الاطراف تسقط فى النهاية على القضبان.. ولكن بمرور الوقت تسمح دائرة الصداقة.. التى كونها الركاب المنظمون.. بصياغة أخبار يمتزج موضوعها حول الركاب أنفسهم.. وأسعار السلع والخدمات والتذاكر والاشتراكات وتتعارف الوجوه لتبادل التخلص من الهموم والقلق وإلى أين تتجه المعيشة والحياة. **ونظرًا للتجانس تتقارب موجات الأخبار فى وجهات العمل والأندية.. وتتصل فى معظمها للحديث عن مستقبل الأبناء.. أو خبرات المحالين إلى المعاش.. وهناك من ترتبط لسنوات أخبارهم الشخصية.. بمواقع العمل التى تستدعى الانتظار.. المحاكم والخدمات الجماهيرية مواقف التاكسى والميكروباص.. والزبائن المحيطون بالباعة المؤقتين للشاى والقهوة.. أو عربات السندوتشات.. أو ساحات البنوك والمصارف.. ومعظمهم يتعاملون مع هذه الاخبار ضمن نظرية استهلاك الوقت وليس اكثر.. الخيارات مطروحة فى كل الحالات.. واتذكر أن والدى رحمه الله كان حريصًا على نشرة الثامنة والنصف مساء بالراديو مهما كانت مشاغله.. فكيف تتصرف لو كنت من رواد الأماكن التى تحدثنا عنها.. وهل تتخلص أو تحتفظ بهذه الأخبار؟