48 ساعة في كارديف.. كل الخيارات في مكان واحد
كتب – عادل ابراهيم
إن كنتم تبحثون عن الاستمتاع بالإطلالات الساحلية المميزة، والتجول بين القلاع الفخمة، وعيش الكثير من التجارب المثيرة، فإن مدينة كارديف بلا شك هي المدينة المثالية لمغامرتكم القادمة. وإذا كان لكل مدينة قصة فإن قصة مدينة كارديف حافلة بالتفاصيل والمغامرة، وحكايات الرومان، والحصون التي تابع تدعيمها الملك ويليام الفاتح بنفسه. مع كل خطوة في هذه المدينة يمكنكم الاطلاع بإعجاب على تاريخها القديم، واستكشاف الجانب الأكثر حداثة للعاصمة الحضرية لويلز. ولاستثمار هذه الساعات المعدودة في هذه المدينة العريقة، سيكون بين أيديكم الكثير من الخيارات المنسّقة بدقة لقضاء عطلة لا تنسى في كارديف، بما في ذلك أماكن الإقامة وتناول الطعام، والأهم من ذلك، أوقات المتعة والمغامرة التي ستحظون بها على مدار اليوم.
الوصول إلى كارديف.. أيسر السبل وأقل التكاليف وأوسع الخيارات
في حين أن كارديف لديها مطار خاص بها airport قريب من المدينة، سيكون في وسعكم أيضاً أن تستقلوا القطارGreat Western Railway من محطة بادينغتون في لندن London’s Paddington Station حيث ينقلكم مباشرة إلى قلب كارديف في أقل من ساعتين، كما أن هناك قطارات متاحة من جميع أنحاء بريطانيا للقادمين من مدن أخرى، كبريستول ومانشستر وريدينغ وبليموث وأكسفورد.
أماكن الإقامة المثالية لقضاء عطلة لا تُنسى
عندما يتعلق الأمر بالسفر، لا يمكن تجاهل أهمية الموقع، حيث إن مكان إقامتكم يمكن أن يقيّم رحلتكم حقاً، فإما أن يجعلها تجربة لا تنسى، أو تكون مخيبة للآمال. ولحسن الحظ، الاحتمال الثاني يبدو بعيداً في مدينة كارديف التي تقدم مجموعة متنوعة من الخيارات التي تلبي مختلف الميزانيات، وتوفر أماكن الجولات القريبة من المدينة والبعيدة عنها، وعروض الإقامة المريحة، ففي وسط هذه المدينة النابضة بالحياة، ستكتشفون الكثير من الجواهر المخبوءة التي ستجعل لإجازتكم المبهجة في المدينة مذاقاً آخر.
فإن كنتم من الباحثين عن موقع حيوي إلى جوار متنزه بوت الساحرBute Park مباشرةً، فلا تنظروا إلى أبعد من فندق “بارادور 44” Parador 44، وهو فندق بوتيكي من نمط الفنادق الصغيرة والأنيقة، مستوحى من الطراز الإسباني الذي يوائم بسلاسة بين الهندسة المعمارية التاريخية والمؤثرات الأندلسية، موفراً بذلك لروّاده أجواء فريدة من نوعها. وبالرغم من أن الفخامة هي السمة المميزة لهذا الفندق، إلا أن نجوميته الحقيقية تكمن في الطعام الرائع الذي يقدمه، فهذا الفندق الرائد في ميدانه يعطي الأولوية لفن الطهو، ويقدم لعشاق الطعام رحلة طهو لا تنسى؛ يستمتع فيها رواده الذوّاقون بالمشروبات والوجبات الإسبانية الخفيفة على الشرفة الأندلسية الخارجية، ومع هذا كله، فالمكان الرئيسي الذي لا يجب تفويت زيارته هو صالة ومطعم الفندق Asador 44 حيث سيحظى الزوار بتجربة لا تنسى وخيارات متنوعة من المشروبات و أطباق اللحوم المشوية الإسبانية بالكامل في مطبخ مفتوح وأجواء تاريخية دافئة يندر وجودها في مكان آخر.
واستمراراً للنزعة الترحيبية المتأصلة في مرافق كارديف السياحية، يبرز فندق “بونتكانا إن” The Pontcanna inn بين المناظر الطبيعية الخلابة، بمطعمه الجذاب، وصالته وشرفته الرائعتين، مما يجعله المكان المثالي للاسترخاء بعد يوم حافل من التجول والاستكشاف، حيث تُبرز غرف الفندق العصرية العشرة ذات الحمامات الداخلية جمالية التزيين النباتي ومتعة الاستجمام المنعش بعيداً عن المناطق الحضرية المحيطة، كما أن موقعه الاستراتيجي بالقرب من ملعب “برينسيباليتي” لكرة القدم Principality Stadium وحدائق صوفيا Sophia Gardens يجعله خياراً مفضلاً بين عشاق كرة القدم.
أما الباحثون عن جولات ساحلية منشّطة، فما عليهم سوى التوجّه إلى فندق سانت ديفيد St David’s Hotel الذي يقع على الواجهة البحرية، إذ يعد هذا الفندق، مع قربه من مناطق الجذب السياحي في خليج كارديف، ملاذاً فاخراً يجمع بين التصميم الحديث والإطلالات الشاطئية الهادئة، ويوفر لرواده غرفاً فسيحة وحمامات مياه معدنية، وخيارات استثنائية لتناول الطعام، ما يضفي على الإقامة في هذا الفندق جاذبية لا توصف،
ويمثل فندق “ذي رويال هوتيل كارديف” The Royal Hotel Cardiff بحقّ الأناقة الفيكتورية بأبهى صورها، فهذه الجوهرة التاريخية المجاورة لقلعة كارديف، تغمر المقيمين فيها بالسحر الخالد الذي تشيعه في المكان الغرف المريحة والأجواء الجذابة للمطعم والردهة، ناهيك عن أن موقع الفندق بالقرب من المعالم الثقافية ومناطق الجذب السياحي في المدينة يجعله مركزاً مثالياً للانطلاق في جولة مثيرة تستكشف تفاصيل المدينة المدهشة. في النهاية، سيقيّم مكان الإقامة المناسب تجربة سفركم حقاً، وما من شك في أن مجموعة خيارات الإقامة هذه تضمن أنكم ستحظون بالمكان المثالي لقضاء عطلة لا تُنسى في المدينة العريقة.
المطبخ الويلزي.. لكل مذاق قصة
لمشهد تناول الطعام في كارديف ونكهاته المتنوعة جاذبيته المميزة، حيث ينسج كل مطبخ قصته الخاصة، في رحلة باقية في الذاكرة من التذوق والخيارات المعروفة عالمياً، مما يضمن لكم إنهاء يومكم بشعور غامر بالرضى مع لوحة براقة من ألوان الطعام الشهية.
ففي مطعم “نوك كارديف” Nook Cardiff ستستمتعون فعلاً بتذوق بعضٍ من أفضل أنواع المشروبات والأطعمة ذات المكونات المحلية، حيث تعد قائمة المطعم بمنزلة شهادة على النكهات المتنوعة للمدينة ومكوناتها المحلية، فهذا المطعم النابض بالحياة يقدم تجربة طعام عصرية مع التركيز على المنتجات الموسمية الطازجة، وبغض النظر إن كنتم تتوقون إلى المأكولات الويلزية الحديثة أو الأطباق العالمية، فمن المؤكد أن قائمة المطعم المبتكرة سترضي أذواقكم، أما مطعم “ذي دافوديل” the Daffodil فيضفي على أجوائه فيضاً من الأناقة والرقي، ويقدم في كل وجبة مزيجاً من المأكولات الأوروبية الحديثة واللمسات الويلزية، وسواء كنتم ترغبون في عشاء رومانسي أو تجربة طهو لا تفارق الذاكرة، فإن هذا المطعم المميز يقدم خدماته على جميع الجبهات وفي كل الأوقات، إذ يعد المكان المثالي لتناول وجبة الفطور والغداء، أو أصناف متنوعة وشهية من أطباق اللحوم المشوية يوم الأحد على العشاء، إلى جانب الخيارات النباتية الأخرى بالطبع .
وفي قلب مدينة كارديف، ستحظون في مطعم “غريز” Graze بتجربة تناول طعام تحتفي بأفضل المنتجات الويلزية وإبداعات الطهو، حيث تعكس أطباق المطعم المعدة بدقة مختلف المواسم والبيئات الطبيعية الغنية في ويلز، مع قائمة طعام محدّثة على الدوام، وتسلط الضوء على أصناف مبتكرة وكلاسيكيات عريقة من الأطباق، إضافة إلى تشكيلة واسعة من الخيارات النباتية الأخرى، لذلك لن تجدوا بدّاً وأنتم في كارديف من التوقف في هذا المطعم لتناول فطوركم المتأخر أو الغداء أو شاي بعد الظهر أو العشاء، وللاستمتاع بوجبة نباتية استثنائية حقاً، يقدم مطعم “آنا لوكا” Anna-Loka مستوى جديداً من المأكولات النباتية، حيث تضم قائمته النباتية بالكامل طائفة متنوعة من الأطباق تمثل مختلف الثقافات، فمن كعك الباو التقليدي إلى برغر جذور الشمندر الأحمر تلبي الأطباق النباتية المبتكرة واللذيذة مختلف الرغبات على الدوام.
أما إن كنتم تبحثون عن أكثر من مجرد وجبة، فليس أمامكم سوى مطعم “لوفينغ ويلش فوود”Loving Welsh Food الذي يتيح لكم التلذذ بمذاق تراث الطهو الغني في ويلز خلال جولات الطعام التي تتخطى في الواقع تناول الطعام إلى الاحتفاء بفن الطهو الويلزي وتراثه المتنوع، ومن الأطباق التقليدية إلى آخر الابتكارات الحديثة التي تتجاوز كلاسيكيات فن الطهو، يلقي هذا المطعم الضوء على النكهات الفريدة التي تميز ويلز، ويقدم لزبائنه جولة تذوق غارقة في التقاليد و سخاء الضيافة الويلزية.
كارديف.. غنى الماضي والحاضر والتفاصيل المدهشة
يُقال : احتفظ بالأفضل للآخر، لكن في كارديف ستجدون أنفسكم مضطرين لقلب العبارة والبدء بالأفضل من الأول، فكارديف تشدكم من اللحظات الأولى لوجودكم فيها إلى الانغماس في تاريخها العريق الغارق في التفاصيل المدهشة، ابتداء من قلعة كارديف التي تقع وسط المدينة في مكان يبدو للوهلة الأولى وكأنه غير محتمل للعثور على قلعة، وعلى الرغم من أنها لم تكن مقر إقامة ملكية ، إلا أنها تتمتع بتاريخ غني بالمظاهر الملكية، فالتصاميم الداخلية الباذخة للقلعة، كالغرفة العربية الفخمة وبرج الساعة المذهل، تُظهر تأثير الطراز القوطي الفيكتوري، كما تعد هندسة القلعة المعمارية شهادة على غنى القرن التاسع عشر، وتقدم نظرة ثاقبة للأذواق الملكية في ذلك العصر، ويتميز هذا الصرح التاريخي المدهش بجولاته الإرشادية وأجواء المتعة بسحر الأفلام والتجارب السينمائية الاستثنائية تحت النجوم في “سينما لونا” Luna Cinema المقامة داخل أراضي القلعة.
ولا يقل متحف كارديف الوطني شأناً عن قلعتها، فهذه المساحة النابضة بالحياة والكفيلة بتعديل ثقافتكم الفنية، تنسج ماضي المدينة وحاضرها ومستقبلها من خلال المعروضات الجذابة والعروض التفاعلية، وتوفر لكم فرصة قد لا تتكرر للتماهي في حياة سكان كارديف، واستكشاف الروابط التاريخية العالمية في هذا المتحف، والانخراط في تجارب تفاعلية يتجسد فيها التاريخ على مرأى من أعين الزوار. ومع تيسير عملية التجول في المتحف سيتمكن كل الزوار من الاطلاع على جوهر هذه المدينة، والغوص في تراث كارديف الغني، وتخيّل ما سيكون عليه مستقبلها، والتواصل مع النسيج المتنوع الذي يعبر عن هذه العاصمة الحيوية، وسيعود المتحف بزواره ملايين السنين إلى الوراء بصورة أكثر خيالية تستجلي تفاصيل تاريخ ويلز في رحلة عبر الزمن بتقنية الواقع الافتراضي Mission Planet Earth – a VR Experience حيث ينغمس الزوار في تجربة مذهلة تستكشف النظم البيئية للأرض وجمالها الطبيعي.
وللتجول عبر أروقة كارديف الغامرة بالسحر Cardiff’s charming arcades، متعة أخرى، إذ تُبرز هذه الأروقة الحافلة بالمحال التجارية والمقاهي والأجواء الفريدة، الجانب الإبداعي للمدينة، وتتيح تجربة تسوق مميزة ومتيسرة، نظراً إلى انتشارها في جميع أنحاء المدينة. ولكن لإلقاء نظرة على المشهد المحلي النابض بالحياة، لابد من التوجه إلى سوق كارديف Cardiff Market الذي يعد مكاناً مثالياً للتعرف على الثقافة المحلية، والعثور على مجموعة من المنتجات الطازجة ومصنوعات الحرف اليدوية وغيرها من السلع الفريدة.
وبالوصول إلى خليج كارديف Cardiff Bay ثمة متّسع للزوار للاستمتاع بتناول الطعام على الواجهة البحرية ذات المناظر الخلابة، وبمزيج من الأنشطة الترفيهية ، حيث تشكل منطقة الخليج مركزاً فريداً من نوعه للمعالم الثقافية والفعاليات الترفيهية، فالباحثون عن الإثارة سيكونون في هذا المكان على موعد مع مغامرة حقيقية مليئة بالحماسة في “كارديف إنترناشيونال وايت ووتر”Cardiff International White Water وهو مركز تجديف بمعايير أولمبية يقع في القرية الرياضية الدولية على الخليج، حيث ينظم سلسلة من الأنشطة المحببة، مثل ركوب الطوف والتجديف في المياه البيضاء وركوب الأمواج في الصالة المغلقة، ولاستكشاف منطقة الخليج بشكل أكبر لا مفر من البدء في رحلة بالقارب السريع حول خليج كارديف المذهل Bay Island Voyages والقيام بجولة حافلة بالمغامرة بين المناظر الخلابة في جزيرة فلات هولم الصغيرة Flat Holm الواقعة في أقصى الطرف الجنوبي لويلز، كذلك سيكون في الإمكان المشاركة في جولات بقوارب الكاياك مصحوبة بمرشدين و تلبي مختلف الأعمار والقدرات، مما يسمح للجميع باستكشاف جمال الخليج الآسر.
ريف كارديف.. عالمٌ من السحر والمغامرة
على الجانب الآخر عالمٌ لا يقل متعة وسحراً، فلو ابتعدتم قليلاً عن كارديف المدينة ستكونون في قلب لوحة آسرة من المناظر الطبيعية الهادئة، وتحديداً في “بريكون بيكونز”Brecon Beacons, a mountainous national park north of Cardiff. وهي حديقة جبلية وطنية تقع شمال كارديف، وتتميز بجمالها الطبيعي وشلالاتها المتدرجة والمشاهد الخلابة التي تحبس الأنفاس، وتُبرز الوجه الآخر الأكثر نضارة وتكاملاً مع جمال مناظر مدينة كارديف. ولمغامرة لا تخلو من الإثارة والتشويق، وقد لا تتكرر في مكان آخر، يمكنكم التحليق حقيقةً عبر الريف الويلزي بالانزلاق الحر بالحبال في مركز “باركوود آوت دور دوليغير” والاستمتاع بتجربة اندفاع مبهجة وأنتم تنحدرون بالحبال فوق المناظر الطبيعية الغارقة في الخضرة، في مشهد سيبقى جزءاً من ذكرياتكم المحفورة في الذاكرة.
وقد تضطرون مع هذه الساعات المعدودة في كارديف إلى تمديد إقامتكم، لأن ثمة نشاطات أخرى تنتظر القيام بها مثل زيارة متجر “فوريج فارم شوب”Forage Farm Shop وسوق نيوبورت Newport Market فهذه المراكز المحلية لا تقدم تشكيلة من المنتجات المحلية الصديقة للبيئة فحسب، بل تصلكم أيضاً بالحرفيين المحليين الموهوبين في المنطقة وإبداعاتهم الفريدة، لذلك فالمغامرة خارج حدود كارديف في الهواء الطلق والانغماس في جمال الوديان والمتنزهات المحلية القريبةnearby valleys and regional parks سواء كنتم ترغبون في التنزه لمسافات طويلة بين المناظر الطبيعية الخلابة، أو في قضاء لحظات هادئة في فضاءات الطبيعة الآسرة، توفر لكم مناسبة نادرة للتواصل مع جمال ويلز الطبيعي، وتماهياً أعمق مع البيئة الطبيعية بكافة مكوناتها.
في النهاية، فرص الاستكشاف التي يمكن اغتنامها في كارديف لا تعد ولا تحصى، سواء داخل شوارع المدينة النابضة بالحياة، أو بين المناظر الطبيعية الآسرة الواقعة خلفها مباشرةً، ومن دون أدنى شك سترسم هذه التجارب، التي قد لا تجدونها إلا في كارديف، صورة متعددة الأوجه لعطلتكم التي لن تُنسى بسهولة.