ونودع الشهر الذي يحمل اسم مارس إله الحرب ويستقبل أجمل فصول السنة الربيع في تناقض يستحق التفكير والتساؤل ..أي الخيارين يدعم والعالم يتجه إلى الحروب والتدمير ويدهس بالأقدام الزهور والرياحين ،،
على الرغم من ميزاته المتعددة.. وما خصته به الطبيعة من جمال وبهجة حيث يتداخل فى أيامه الأحدى والثلاثين مقدم الربيع السكان نصف الكرة الشمالى والاعتدال الخريفى لسكان النصف الجنوبي.. والانتقال من برد الشتاء وثلوجه إلى النسيم والدفء والخضرة الفاتنة.. التى أصبحت حاليا هدفا عالميا تحت مسميات الاقتصاد الأخضر.. والبيئة الخضراء.. الخ.. كما يحتفل العالم بأعياد ايستر «الفصح» عند الإخوة المسيحيين وهى الأعياد التى يتخللها أنواع مبتكرة من التقاليد الأسرية المرحة.. هناك الاحتفال السنوى المشهود.. الذى تنتظره كل أسرة..فى اليوم الحادى والعشرين من مارس.. حيث غيد الأم. وتبارى الكبار قبل الصغار فى تكريم ست الحبايب. وتوجيه الشكر لها بوردة أو هدية ثمينة تعبيرا عن تقدير لرسالة خالدة.. تتجه الاحتفالات بشكل خاص إلى الأمهات المثاليات أصحاب قصص الكفاح.. والعزيمة فى تحدى الظروف القاسية للعبور بسفينة الأبناء إلى بر الأمان.. بعد أن فقدت ربانها فى وسط الطريق
والأمواج.
**إنه أيضا الشهر الذى يشهد رواجا تجاريا واقتصاديا يفوق الكثير من الشهور خلال أيامه.. تتصاعد المبيعات وتكثر الحفلات وهى فرصة سانحة.. يتعانق فيها عيد القصح مع عيد الأم يفتح النوافذ والأبواب واسعة فسيحة للأفكار والمبتكرات للهدايا أو عبارات الشكر والتقدير.. ولعلها من المناسبات القليلة التى لم تؤثر فى انتشارها وسائل التواصل الاجتماعي.. بل استطاعت هدايا عيدى الأم والفصح أن تجد لها مساحة على مواقع النت ومشتقاتها.. ولتكون أحد معالم التجارة الإلكترونية بما أصبحت عليه من عالم خاص للتسويق وجنى الأرباح.
** ريما يكون من السلبيات التى لحقت بالشهر المظلوم ونعنى به مارس أو آذار حسب ما يطلق عليه فى بر الشام والهلال الخصيب.. مقولة لمجهول.. انتشرت فى المجتمع.. انتشار النار فى الهشيم.. ونعنى بها القول.. لا مدارس بعد مارس فى توصيف خفيف الظل لغياب التلاميذ عن المدرسة.. فى هذا التوقيت والبقاء فى منازلهم لحين الامتحانات.. فى صحبة المدرس الخصوصى أو سناتر التعليم..
** أما لماذا.. هو مظلوم. فلأنه رغم الايجابية الواضحة فى مسار أيامه ولياليه ..ولن نتدخل في حرية القارىء و تقديره لأبرز معالم الشهر ..سواء الربيع ..أو الطبيعة الكريمة بألوانها البهيجة وأشجارها ذات الأوراق الخضراء التى يتخلل الكثير منها زهور بيضاء وصفراء وحمراء وألوان أخري.. تشكل لوحة طبيعية تسر الناظرين.. وأيضا الأعياد والأيام السعيدة.. والذكريات الجميلة التى احتفظت بها خزانة التاريخ.
**ولكننا نعرض القضية محددين موقع الظلم.. فى تسمية هذا الشهر الثرى الممتع باسم «مارس» إله الحرب عند الرومان القدماء.. كما انهم فى العام 700 قبل الميلاد الذى غيروا الاسم فيه.. متجاهلين اتفاق أهل زمان ايقاف الحروب والنزاعات خلاله «وهى نفس الفكرة التى تتناولها الأشهر الحرم الثلاثة فى التقويم العربى ثم الهجرى بعد ذلك» لم يكتفوا بذلك.. حيث قرروا تأجيل ترتيبه بين شهور السنة ليكون الثالث.. بعد أن كان الأول فى سنوات ما قبل الميلاد.. وبعدها احتفظ بالترتيب الثالث فى تقويم دول الهلال الخصيب.. ويعتبر السادس فى التقويم السرياني.. بينما يصبح فى التقويم العربى «أذار» ويحتفظ بالترتيب الثالث.
**جاء أصل التسمية بأذار اشارة للآله أشور.. وأضافوا لها «الهداء» لما كان يقع فيه من عواصف وسيول.. وحاول الرومان تقديم حجة لتسويق اسم «مارس» بالاحتفاء انه يجلب الحظ بعدد الحروب به.. ويؤكدون انه كان الأول سابقا.. لان شهرى يناير وفبراير لم يكونا قد وجدا بعد حتى خرج يوليوس قيصر واطلق أول ينابر بداية للعام ولم تعترف فرنسا بذلك حتى عام 1564 وبريطانيا فى 1752.. يبقى أن نشير إلى موقع مارس بين الأبراج وعلم التنجيم.. ليبدأ عندما تكون الشمس فى برج الحوت وينتهى فى برج الحمل.. وفلكيا فى برج الدلو حتى برج الحوت..
**والسؤال هل يمكن أن يتغير الاسم.. ويرحل مارس عن الشهر المظلوم بدليل ان أهل ساكسونيا اطلقوا
عليه شهر الذنب… والبريطانيون القدامى «الصاخب» ومن يدرى ماذا ستكشف عنه الأيام. وحتى ذلك.. تعاملوا معه.. كشهر للأعياد والربيع والرخاء.
صالح إبراهيم