قال لي وهو بغاية الهمِّ والضيق: بنيتُ آمالًا عريضة معها، ورسمتُ أحلامًا بديعةً كحليلة لي، رغم إنني لم أتعرَّفُ عليها إلا قبل أسابيع قليلة، ولكنني شعرتُ أنها من ستمضي معي بقية أعوامي المقبلات.
.
قلت له: أخشى أنَّ بوصلتك خاطئة، وحُكمك به استعجال، ولم تعط فرصة للعلاقة.
.
أجابني: هي ذكيةٌ جدٌا، أرسلتْ لي جوابًا على رسالة طويلة كتبتها لها؛ باستحالة أن تلتقي دروبنا، رغم اعجابها بجمالِ ما حلمتُ به، ولكنها ألمحتْ أن كل ما كتب مستحيل.
.
قلتُ له: لتلهج بالشكر والحمد لخالقك، أنها كانت من البداية واضحة في موقفها، كي تنصرف عنها، إذ لو مضت الأيام بكما، وتعلقتَ بها، وأنت المستهامُ المغرمُ، الرقيقُ القلب، المرهفُ الحواس؛ لكنت تتجرَّعُ ألم الفقد والفراق، وحتى بؤس النهاية، وصلافة من أحببتها وتلاعبها بمشاعرك الصادقة.
خذها من أخيك، أعطها ظهرك من الآن، واستقبل الشمسَ ودعها، واستمتع بالحياة، فمئاتٌ من أمثالها -بل وأفضل حالًا وثقافة وفكرًا- ينتظرنك في طريقك، وستُرزق بإحداهن من اللواتي تدرك قيمتك، وتميّز مكانتك، وتشاركك أحلامك، ودعها تننتظر فرصتها أو تتجرع حسرة خسارتك..
العمر يا صديقي لا يتكرر مرتين، وكذلك الفرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة!
.
عانقني صديقي بكثير من الجذل والسعادة، وقال لي: لا فض فوك! لقد سرّيت عني، وسأفعل وأيم الله سأفعل ما قلته من الآن..
.