مما لا شك فيه أن البون شاسع بينهما .. فالخنفشارية نوع من أنواع المراهقة الفكرية .. أو يمكنك القول أنها حيلة العاجز عديم الموهبة الذي لا يمتلك أدواته ، فيلجأ – بصورة بلهاء – لمفردات موغلة في التغريب و الغموض الساذج ، من باب استعراض عضلاته الأدبية .. فيقدم لنا هراءا لا يفهمه أحد ، مما يترتب عليه انقطاع الصلة بينه و بين القارئ .. و المصيبة أنه يتصور عندئذ أو بمعنى أدق ( يتوهم ) أنه قد أوتى جوامع الكلم .. و تلك هى الخيبة التي ليس بعدها خيبة .. حيث أن القارئ وقتها يتساءل في دهشة : ما الذي يريد قوله ذلك الكائن اللوذعى الخنفشارى العجيب .. !! …
أما الكتابة الأدبية الحقيقية فهى ملكة يهبها الله لمن يشاء من عباده .. و هى لا تتوافر إلا للموهوب الذي يمتلك أدواته ، فيقدم لنا أعمالا تتسم بالبساطة و العمق معا … و في النهاية فإن العمل الأدبى الذي لا يصل للسواد الأعظم من الناس ، نوع من الحرث في الماء .. هو والعدم سواء .