*75 عاما قضاها الفلسطينيون في عذاب وجحيم.. والآن الفرصة قائمة لتعديل الأوضاع المقلوبة
*صدقوني.. العرب معهم أسلحة ناجعة .. المهم التنسيق وحسن استخدام الأدوات
*أموال وفيرة.. وبشر كثيرون.. والنتيجة محسومة
*الإسرائيليون.. منقلبون على بعضهم البعض فلا مجال للانتظار
لن أقول كما يقول الكثيرون ولن أردد ما يردده غيري فيما يتعلق بهذا الحدث المنتظر.. فالكلام الآن لم يعد يجدي.. فما بالنا ولو كان مكررا ومعادا.. والعبارات شبه الموحدة التي لم تجد آذانا صاغية لدى الطرف الآخر فهل يمكن أن تؤدي إلى فائدة هذه الأيام؟!
على أي حال.. اليوم تنعقد اجتماعات القمة العربية في العاصمة البحرينية في ظل أجواء مشحونة بشتى ألوان التوتر والرغبة الجامحة من جانب جميع الأطراف لتحقيق أي شيء يذكر.
وطبعا كعادة اللؤم الإسرائيلي والدناءة في الأفعال والسلوكيات.. تعمد بنيامين نتنياهو رئيس وزرائهم أن يكثف اعتداءاته على أعضاء حركة حماس وعلى أطفالهم.. وأمهاتهم وزوجاتهم.. وهي اعتداءات لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث.. إذ تتجلى فيها كل مظاهر وأشكال الخسة والنذالة وفقدان الضمير والافتقار إلى القوانين الدولية والسائدة على مستوى العالم بأسره ..ولا جدال فإن الهدف واضح.. حيث يريدون إظهار العرب في مواقف ضعف وزوايا ضيقة لا يستطيعون الخروج منها إلا بشق الأنفس وبعد تضحيات زائدة قوامها عشرات الشهداء كل يوم ومئات الجرحى كل يوم أيضا.
من هنا.. يثور السؤال:
هل يخضع العرب.. ويستكينون ويقبلون هذا السلوك الإجرامي بالصبر والتروي والصمود أم لابد أن يظهروا “العين الحمراء” لمن انفلتت لديهم المعايير وتمزقت الخيوط بكل بجاحة وصلف وغرور؟!
دعوني أنا نفسي أجيب عن السؤال:
لقد علمتنا التجارب أن القوي يسانده الأقوياء.. بل ويهرولون خلفه.. طالبين رضاءه.. والعكس صحيح بالنسبة للضعيف الواهن جسديا وعقليا وماليا الذي لا يستمع أحد إلى أنينه ولا يلتفت كائن من كان إلى صوته الخانق وإلى دموعه التي تنهمر من عينيه مهما اشتد نحيبه.. وتنوعت مصادر أوجاعه وآلامه.
***
وغني عن البيان أن العرب في إمكانهم أن يكونوا أقوياء أشداء يحسب لهم الجميع ألف حساب..!!
بديهيا.. أنا وغيري لن نطالبهم بشن الحرب أو استدعاء الجيوش والقنابل والصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة لكن فقط أذكرهم بأن معهم أفضل الأسلحة على الإطلاق.. والتي تتمثل في المال.. البشر.. والحمد لله.. المال متوفر ومتوفر بكثرة.. واللهم لا حسد تكتظ خزائنهم بملايين الملايين أو بالأحرى مليارات المليارات .. إذن المطلوب الآن عمل التنسيق المتكامل فيما بينهم للوصول إلى الأهداف المرجوة.. يعني فليأتي أصحاب الأموال الغزيرة ليتفقوا مع من يملكون الثروة البشرية على إجراءات محددة ومبادرات لا تشوبها شائبة.. ومن خلال هذين العنصرين سوف يفاجأ الإسرائيليون بأنهم محاصرون من جوانب شتى.. أهمها إضعاف اقتصادهم كاشفين عجزهم عن مواجهة هذه الحشود الكبيرة والتي لم يكونوا يستشعرونها من قبل..
والمتعارف عليه اقتصاديا أن من يملك المال الوفير.. لا يعز عليه إنفاقه في سهولة ويسر لاسيما وأن ضمان تدفقه مازال مضمونا على مدى سنوات وسنوات قادمة..
أقصد هنا.. سلاح النفط الذي لم يحسن العرب استثماره حتى الآن إلا فيما ندر وبالتحديد خلال حرب أكتوبر 1973 .. وبعد ذلك توارى هذا السلاح وكأنه لم يكن.
تصوروا.. لو أصدر العرب المجتمعون اليوم في البحرين بيانا أعلنوا فيه وقف ضخ النفط توا وفورا..
نعم سوف يزداد العالم اضطرابا فوق اضطراب بل وسيأتي من يلعن الإسرائيليين شر اللعنات لأنهم السبب فيما يعانونه.. أو ما سيعانونه خلال أيام وجيزة..
وقد يقول من يقول.. وكيف سيدبر أصحاب النفط شئون حياتهم بعد فقدان حصيلة البيع المستمرة أو التي كانت مستمرة؟!
الرد هنا يجيء -كما أشرت إليه آنفا- حول توفر المال الذي لابد وأنهم يملكون الاحتياطي الغزير منه.. لا سيما وأن مدة الوقف لن تدوم طويلا بعد إسراع العالم إلى محاولة التوصل إلى اتفاق.. أما فيما يتعلق بالبشر فهناك الملايين من الرجال والشباب الذين لديهم الاستعداد لتقديم شتى ألوان التضحيات في سبيل تحريك قضيتهم الأساسية قضية فلسطين إما باستخدام العقول الناضجة التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة أو بوضع آليات الحصار على العدو الإسرائيلي الذي سوف يتم بين ضحية وعشاها ..
عندئذ.. أقولها لكم بصراحة.. إن الجماهير العادية من الناس سوف ترضى بل وسوف تسعد بذلك الموقف الذي سيكون له مردوده الإيجابي ولا شك.
***
على الجانب المقابل ينبغي أن يكون واضحا أو بالأحرى مفهوما .. أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على بعضه البعض.. وأن هذا التشتت الذي يشهده لم يحدث من قبل أبدا.. وبناء عليه فإن طرق الحديد وهو ساخن سوف يؤدي إلى نتائج في صالح العرب والفلسطينيين قبل أي شيء آخر..
ليس هذا فحسب بل مجرد شعور الإسرائيليين بأنهم سيحرمون من الطاقة وبالتالي من قدر كبير من الطعام والشراب سوف يضطرهم إلى زيادة الضغط على رئيس وزرائهم أكثر وأكثر وصولا إلى النهاية القريبة والقريبة جدا.
***
في النهاية تبقى كلمة:
يقول الإسرائيليون إنهم مغتاظون من مصر بسبب إعلانها الانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوى التي أقامتها أمام المحكمة الجنائية الدولية والتي ترتكز على اتهام إسرائيل بارتكاب حرب إبادة ضد الفلسطينيين.
وأنا بدوري أرد عليهم وأقول:
اغتاظوا كما يحلو لكم.. فما بيننا ليس فيه أي قدر من المودة أو العلاقة المعهودة.. بالعكس.. اذهبوا إلى أسفل سافلين لكي تحتلوا المكان الذي لا يليق إلا بكم.. ولا تليقون إلا به.
و..و..شكرا