لا ريب في أن كرة القدم استحوذت في العقود الأخيرة على قلوب الجماهير وعقولها، وباتت المقاهي والبيوت مستودعًا للفرجة الممتعة والانفعالات الجياشة،
وهكذا احتدمت السجالات حول الفرق الكروية واللاعبين العباقرة والمدربين الفاشلين، يحدث هذا في المسابقات المحلية والعالمية، في مصر وفي غير مصر… في أفريقيا أو أوروبا أو أمريكا، حيث باتت الأقمار الصناعية تنقل لنا ما يدور في الملاعب في التو واللحظة.
لكن هناك فرق طبعًا بين اللعب عندنا واللعب عندهم. هذا الفرق يتمثل في أن منسوب المتعة يرتفع كلما خرجنا من المحيط العربي،
بينما تتسم اللعبة وما حولها بالرداءة إذا كانت المباريات تجري بين كثير من الفرق التي ينتمي لاعبوها إلى بلداننا المنكوبة بالفقر والمرض وانتشار الخزعبلات.
ترى ما السر في هذا الهوس بالساحرة المستديرة وفقًا لتعبير المعلق الرياضي المدهش ميمي الشربيني؟ وكيف نفسر إقدام أكثر من ملياري إنسان على متابعة هذه اللعبة الأكثر شعبية في العالم؟
والتي لم يقتصر الاهتمام بها على الرجال فقط، فنحن نشاهد الآن كيف تزاحم النساء الجميلات الرجال وتستولى على الكثير من المقاعد في المدرجات!
في ظني أن ثمة خمسة أسباب رئيسة هي التي تفسر هوس الملايين بكرة القدم وشغفهم بها، وتتلخص هذه الأسباب في الآتي:
1- العدالة الفورية التي تتحقق في التو واللحظة أمام الجمهور… فكل فريق يتكون من 11 لاعبًا، أي أن الخصمين متكافئان، وبالتالي لا مجال لفساد أو رشوة أو محاباة، وأنت تعلم شوق البشر الشديد إلى تحقيق العدالة.
2- الحساب الفوري… مَنْ يخطئ من اللاعبين في حق الخصم ينلْ عقابه في الحال وأمام الجميع، ومَنْ يتفوقْ يتلقَّ آيات الإعجاب والفرحة في الملعب أمام الجمهور، والحساب الفوري غاية يتمناها كل إنسان لكن، للأسف، نادرًا ما تتحقق.
3- العمل الجماعي… لا يمكن للاعب واحد فقط أن ينتصر على الفريق المنافس مهما أوتي من مهارات، فاللعبة تتكئ على العمل الجماعي، وهو فضيلة رئيسة في حياة البشر وتطورهم منذ كانوا يعيشون في الغابات ويتشاركون في صيد الحيوانات أو مواجهة الأعداء.
4- التطور التكنولوجي المذهل المتمثل في التصوير البديع، فأنت تشاهد المباراة من الزوايا كافة، وأنت ترصد على الفور الحماسة التي تنتاب اللاعبين والانفعال الذي يعتري الجماهير.
5- مراقبة النجوم كل لحظة اثناء المباراة أمر يحقق للمشاهد متعة خاصة جدًا، فبريق النجم يخطف أعين عشاقه ومحبيه، وقد احتشدت الملاعب بنجوم أفذاذ نذكر منهم بكل حب وفخر واعتزاز النجم المصري العالمي محمد صلاح صاحب الموهبة الكروية الخارقة.ترى… هل أدركت الآن سر هوس الناس بكرة القدم وشغفهم بها؟.