لم يدر في خلده أن تلك الموجة الضعيفة التي دفعته للشاطيء ، ستتبعها أخرى مفاجئة عنيفة، تسحبه لتلقيه على شاطيء آخر ، مليء مزدحم بالناس من حوله،بيد أنهم لايعطونه أدنى اهتمام ، وحيدا مذهولا شريدا نادما مذموما مدحورا ، لقد ارتضى أن يكون الرجل الثاني، ،سوطا يلهو به ،يبطش، يؤلم،يجرح ،يهين ،يلهب ظهور خصومه، لسانا لسيده، كان دائما يعلق لمعارضي سيده بأنهم لايفقهون، لايدركون المغزى العميق لتصرفاته ،أدخل نفسه في العبودية طواعية، نظر في المرآة فرأي صورة أبيض وأسود لكائن ما،تفحص ملامحه ليدرك أخيرا أنه هو ،صورة له أيام كان حرا،صاحب موقف، نظرت الصورة إليه مليا،أولته ظهرها ،مرددة من أنت ، ماذا فعلت بي؟، الصورة حلقت في المرآة ،تطير،وداعا أتركك لتنعم بأغلالك وحدك.