احيانا اشعر اننى سعيد وفى لحظات اخرى كثيرة اشعر بالتعاسة واحيانا ارى نفسى محظوظا وفى احايين اخرى اعتبر نفسى غير محظوظ ويغمرنى الحزن ويتغشانى الندم على مجيىء للحياة اصلا فانا فى نهاية المطاف سارحل محملا بذنوب وقد اواجه حسابا وعذابا لا قبل لى بهما ثم ماذا فعلت وماذا انا فاعل وماذاقدمت وان كنت قد صنعت ثروة او مالا وهو قليل بمعايير اليوم فلم استمتع به انما يستولى عليه ابنائى وامهم احيانا بالحق واحيانا بالباطل ولى الذراع .
ان الحياة لعب ولهو وزينة وتفاخر وانا لست من محبى اللعب واللهو ولا اعرف الزينة ولا التفاخر .
لكن رغم كل لحظات الندم اعتبر نفسى محظوظا فلماذا اعتبر نفسى محظوظا .
باختصار ومن الاخر لاننى عاشرت جيلا ذهبيا من اقاربى رغم اختلافى معهم احيانا بشأن بعض الميراث .
عاشرت عمتى الكبيرة خديجة اكبر اشقائها وكانت متزوجة من رجل شهم كله رجولة وشهامة ومع ذلك شديد الضعف والسخاء امام عمتى ولا اعرف اذا كنا قد اعطينا عمتى نصيبها فى الميراث ام لا .
كانت عمتى خديجة شديدة الحب لابى لا ترتاح الا اذا رأته كانت تأتى الى بيت العائلة العامر فى حارة العوامر فتملأ البيت انسا وفرحا وبهجة لا نعرفها هذه الايام وكان ابى يصحبنى كل كام يوم لنسهر فى بيتها وكم كان بيتا جميلا ونظيفا وهاويا رغم بنائه بالطوب اللبنى .
اما عمى الاكبر الثانى فهو توفيق حميدة كان رجلا حقانيا جدا اذا نزل الزرعة ليأتى ببطيخة او حبتين طماطم ليتغدى بهما لابد ان يأتى لشقيقيه محمود ويونس بنفس الكمية واذا نزل احد منا الزرعة واخذ حاجة لنفسه يتخانق ويلوم وينزل الزرعة ليأخذ مثلها كان عمى توفيق يوصف بانه جمل فى قوته تزوج فى سن الثامنة عشرة وانجب خمسة ذكور توفى اثنان منهما فحفيده الكبير اصغر منى بعام واحد او يزيد وماتت زوجته الاولى فتزوج امرأة ثانية انجب منها تسعة انتشروا فى الارض واصبح يشار اليهم بالبنان تبارك الله .
.عمى الثانى محمود حميدة قائد العائلة وهو الذى تولى امورها كان رجلا ذا صحة احمر اللون مثل الاتراك يميل الى السمنة وكانت تتمناه نساء كثيرات زوجا لوسامته وهو راعى ابى تولاه فى صغره بعد وفاة طدى فالفارق العمرى بينهما تسع سنوات عمى مواليد ١٩٢٢ وابى ١٩٣١ واحبه ابى حبا كبيرا لا يوصف حتى انه كان يفضله هو وابنائه علينا وادرك عمى هذا الحب فزوج اختى بطة رحمها الله لابنه محمد والحمد لله انجبا ولدين وبنتين تزوجا جميعا واصبحوا رجالا ونساء وهم ملء السمع والصر تبارك الله
كان ابى واعمامى يختلفون احيانا لكنهم يتصالحون بعد نصف ساعة من الشجار . رحم الله هذا الجيل الذى مازلت اعيش معهم بوجدانى وقد الحق بهم قريبا .