مع كل يوم يمر يتأكد للبشرية أن الإرادة هي جوهر حياة الإنسان في أي مكان يكون وبالتالي إذا كانت إرادة صلبة لا تخضع للإغراءات ولا تعرف الاحتمالات.. تقدم هذا الإنسان وتفوق وأحرز النصر في أي معركة يخوضها .. سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية..
أما إذا كانت إرادة يشغل أصحابها أنفسهم بالقيل والقال والأخذ والرد تصبح للأسف عبئا ثقيلا لا تساعد على أداء سلوك محمود.
من هنا نعيد ونزيد بأن سفاح القرن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ليست لديه إرادة من أي نوع.
لذا.. فهو يجد ضالته المنشودة في القتل والتذبيح والتشريد وقطع رؤوس الأطفال والمسنين كما أن مشكلته الأكبر للأسف أنه فاقد الضمير وخاوي العقل ومنعدم الأخلاق وكل تلك العناصر السلبية جعلته يعشق سفك دماء كل من يلقاه في طريقه سواء أكان من شيعته أو من شيعة الآخرين..!
لذا.. فالسؤال الذي يدق الرءوس بعنف:
*وهل وارد أن يتعامل نفس المعاملة مع مواطنيه الذين يزعم حمايتهم من بطش الغرباء..؟!
طبعا.. نعم وألف نعم بل سيأتي وقت قريب تكشف فيه تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بل وملفات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة .. أن هوسه وجنونه لم يتوقفا عند أي مفترق طرق استباح عنده إزهاق الأرواح وانتهاك الحرمات.
على الجانب المقابل لدينا في مصر -والحمد لله- إرادة صلبة قادرة على التحدي .. لا يخضع صاحبها ولا يلين لأية مؤثرات وقتية أو غير وقتية وها هو الأوان قد حان ليعرف القاصي والداني في شتى أرجاء الأرض أن هذه الإرادة بمفهومها العلمي والصحيح هي التي نجح بفضلها الرئيس السيسي في منع ترحيل الفلسطينيين قسريا وفي الذود عن أهدافهم المشروعة الصعبة والصعبة جدا وفي توصيل المساعدات الإنسانية لهم تحت قصف الطائرات المسيرة وغير المسيرة “الأباتشي” وغير الأباتشي حتى وصلنا جميعا إلى ما نحن عليه اليوم.
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة وعلى تبادل الأسرى وعلى توصيل الطعام والشراب والدواء والكساء لهؤلاء المقهورين والمعذبين الذين عاشوا 315 يوما في عذاب ما بعده عذاب يشمون رائحة الموت ويتنفسون هواء الأنقاض والركامات بينما هذا المجتمع الدولي ظل ويظل في سبات عميق أقول إنه لولا هذا التصدي الحاسم الأخير من جانب مصر وأمريكا وقطر لاستمرت الكوارث والمآسي تتوالى يوما بعد يوم وما من مغيث.
في النهاية تبقى كلمة:
ها نحن نسمع تصريحات متفائلة عن تقدم مفاوضات إطلاق النار التي يتبناها مبعوثو الدول الثلاث في العاصمة القطرية الدوحة وهي تصريحات لم تكن تقترب من آذاننا على مدى تلك الفترة الزمنية الطويلة فهل تكون المعجزة قد تحققت؟
نأمل ذلك.
مواجهات
*أنا جد سعيد وأحسب أنكم جميعا سعداء أيضا عندما استمعت إلى تصريحات الفريق أول عبد المجيد صقر وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة التي قال فيها بأن أبطال جيشنا الشجعان حريصون على الوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي.
بارك الله فيكم.. وأعزكم.. وأيدكم بنصره.
*سمعت نصيحة صديقي عادل عبد الحي مدير عام فندق الأوبروي بالمدينة المنورة وأردد هذا الدعاء كل يوم بعد الصباح وحتى منتصف الليل:
يا جابر القلوب.. يا ساتر العيوب
يا مفرج الكروب..
يا رب العالمين استرني في الدنيا والآخرة.. وسامحني واغفر لي وارزقني واشفني
آمين يا رب العالمين
*وأعجبتني هذه الكلمات:
جميل أن تبقى القلوب على محبة وتواصل حتى وإن لم تر بعضها البعض والأجمل عندما تدعو لكم وتدعون لها بظهر الغيب.
*لا أصدق ما أراه من نذالة وقلة أصل أقرب المقربين الذين ما أن تتعثر قدم ولي نعمتهم خطوة واحدة إذا بهم ينقلبون على أعقابهم..!
حقا.. لا أصدق..!
*زمان كان رجل الأعمال له هيبته وشخصيته الوقورة الآن أصبح أي رجل هايف رجل أعمال وأي سيدة ربما لا تقرأ ولا تكتب سيدة أعمال!
وهذه الكلمات أهديها لمحمد عبد اللطيف وزير التعليم ربما يستفيد منها في تطويره للتعليم..
الحياة مدرسة والناس أسئلة والأيام إجابات.
*أخيرا نأتي إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم عنترة بن شداد من العصر الجاهلي:
أُعاتِبُ دَهراً لا يَلينُ لِعاتِبِ
وَأَطلُبُ أَمناً مِن صُروفِ النَوائِبِ
وَتوعِدُني الأَيّامُ وَعداً تَغُرُّني
وَأَعلَمُ حَقّاً أَنَّهُ وَعدُ كاذِبِ
خَدَمتُ أُناساً وَاِتَّخَذتُ أَقارِباً
لِعَوني وَلَكِن أَصبَحوا كَالعَقارِبِ
يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ
وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ
وَلَولا الهَوى ما ذَلَّ مِثلي لِمِثلِهِم
وَلا خَضَعَت أُسدُ الفَلا لِلثَعالِبِ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَصبَحَت
تَجولُ بِها الفُرسانُ بَينَ المَضارِبِ
فَإِن هُم نَسوني فَالصَوارِمُ وَالقَنا
تُذَكِّرُهُم فِعلي وَوَقعَ مَضارِبي
فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتي
إِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي
وَلَيتَ خَيالاً مِنكِ يا عَبلَ طارِقاً
يَرى فَيضَ جَفني بِالدُموعِ السَواكِبِ
سَأَصبِرُ حَتّى تَطَّرِحني عَواذِلي
وَحَتّى يَضِجَّ الصَبرُ بَينَ جَوانِبي
مَقامُكِ في جَوِّ السَماءِ مَكانُهُ
وَباعي قَصيرٌ عَن نَوالِ الكَواكِبِ
و..و..شكرا