الإخبارية وكالات
قال مسؤولون في باكستان، امس (الاثنين)، إن 70 شخصا على الأقل قُتلوا في هجمات شنها مسلحون انفصاليون على مراكز للشرطة وخطوط سكك حديدية ومركبات على طرق سريعة في إقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد.
وهذه أوسع الهجمات نطاقا منذ سنوات في إطار تمرد عرقي يشنه مسلحون منذ عقود للمطالبة بانفصال الإقليم الغني بالموارد عن باكستان. ويوجد في بلوشستان عدد من المشروعات الكبرى التي تديرها الصين، من بينها ميناء استراتيجي ومنجم ذهب ونحاس.
وقال وزير الداخلية محسن نقوي في بيان “تلك الهجمات هي خطة مُعدة لنشر الفوضى في باكستان”، وأضاف دون تفاصيل أن قوات الأمن قتلت 12 مسلحا في عمليات تلت الهجمات.وقال مسؤولون إن أكبر الهجمات استهدف مركبات مختلفة من حافلات إلى شاحنات البضائع على طريق سريع رئيسي، مما تسبب في مقتل 23 على الأقل واحتراق 35 مركبة. وذكر محمد كاشف المسؤول بالسكك الحديدية أن عبوات ناسفة انفجرت في خط يربط بين باكستان وإيران وجسر سكك حديدية يربط بين كويتا عاصمة الإقليم وبين باقي مناطق باكستان.وأضاف أن حركة القطارات توقفت من كويتا وإليها.
وقالت الشرطة إنها عثرت على ست جثث لم يتم التعرف عليها بعد بالقرب من جسر السكك الحديدية.وفي الوقت نفسه تقريبا استهدف المسلحون مراكز للشرطة وقوات الأمن في الإقليم، وفقا للمسؤولين. وتسبب أحد الهجمات في مقتل ما لا يقل عن عشرة.
ونفّذ الهجوم عشرات المسلّحين، صباح الاثنين، في منطقة موسى خيل بإقليم بلوشستان الفقير، حيث تُواجه قوات الأمن أعمال عنف طائفية وعِرقية وانفصالية، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأعلن «جيش تحرير البلوش»، المجموعة الانفصالية المسلَّحة الأكثر نشاطاً في المنطقة، مسؤوليته عن عمليات إطلاق النار، في بيان أرسله لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بالبريد الإلكتروني.
وقال المسؤول الرفيع بمنطقة موسى خيل، نجيب الله كاكار، للوكالة: «قُتل 22 شخصاً على الأقل، وجُرح خمسة، عندما أوقف مسلّحون عدة حافلات وشاحنات كبيرة وصغيرة على الطريق السريعة الرابطة بين البنجاب وبلوشستان». وأضاف أنه «جرى تفتيش المركبات المتوجّهة من وإلى البنجاب، والتعرّف على هويات البنجابيين وإطلاق النار عليهم».
وأوضح أن من بين القتلى ثلاثة بلوش، و19 بنجابياً؛ معظمهم عمال. وذكر أن «عدد المسلّحين كان بين 30 و40». وأكد مسؤول رفيع آخر بالمنطقة يُدعى حميد زهري حصيلة القتلى، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وأفاد «جيش تحرير البلوش» بأن القتلى عسكريون بزي مدنيّ جرى «التعرّف على هوياتهم، وبعد ذلك قتلهم من قِبل مقاتلي جيش تحرير البلوش»، دون تقديم أدلة على ذلك.
وبلوشستان أكبر أقاليم باكستان وأفقرها، رغم وفرة الموارد الطبيعية. وكثّف الانفصاليون البلوش، في السنوات الأخيرة، هجماتهم على البنجابيين والسنديين القادمين من مناطق باكستانية أخرى، والذين يعملون في الإقليم، كما شنّوا هجمات على شركات الطاقة الأجنبية التي يَعدُّونها تستغلّ المنطقة دون مشاركة الثروات.
والبنجاب أكبر المجموعات العِرقية الست الرئيسية في باكستان، ويُنظر إليها على أنها المهيمنة في صفوف قوات الجيش، التي تخوض معارك لسحق المجموعات المسلّحة في بلوشستان. وفي هجومٍ مُشابه خلال أبريل، قُتل 11 عاملاً بنجابياً بعد خطفهم من حافلة في مدينة ناوشكي ببلوشستان.
وأعرب رئيس الوزراء، شهباز شريف، عن «حزنه العميق وإدانته الاعتداء الإرهابي»، في بيان صدر عن مكتبه، الاثنين.