..ماكنت أتمنى أن ينجرف الأزهر الشريف إلى عقلية “البيزنس” التى تسيطر على جامعات الحكومة بمسمى “التعليم الموازى” لأن الأزهر هو الحصن الأخير للمواطن الغلبان الشريف الذى يبحث عمن يحنو عليه، ويريد أن يثبت ذاته بجهده وذكائه، ولنا أمثلة كثيرة من العماليق طوال تاريخه، فيميز بين الملتحقين به والمتلاحقين عليه، بتعويض فارق الدرجات الأقل 5% عن الأساسى وهى فارق كبير جدا. ويعنى “التعليم الموازى” تمييزا للطلاب فى المستوى الدراسى لمن يدفع، مع عجز كامل فى إمكانات الدولة لتوفير تعليم جيد للمواطن، ولا مانع فى التعليم الموازى بربطه بدرجة أو درجتين، وتوفير نفس المستوى العلمى للجميع، لأنهم جيل مصر بلا تفرقة فى الأداء، ولكن إذا نافست جامعات الحكومة فى المصروفات غيرها من الجامعات الخاصة فتلك كارثة. وزاد عليها الجامعات الموازية والأهلية “كله بيدفع” لدرجة تثير التعجب واختلط ‘الحابل بالنابل”، ولأن التعليم من الثوابت التى لايصح معها هذا المنطق لصناعة شعب ووطن واحد، فالتعليم أهم عصب يحفظ مصر وقيمتها وقيمها بالتعليم الوطنى لا يصح التلاعب فيه بأى مسمى، ويكفى أن جامعات مصر كلها خارج التصنيف العالمى، بينما دولة شبه حديثة مثل السعودية دخلت ترتيبا دوليا متقدما بثلاث جامعات، وكنا نرسل لهم معلمين لتربية أبنائهم مع الطعام مجانا، صحيح أن التعليم الموازى أكثر رحمة من الخاص، إذا كان بفارق درجة أو اثنتين، لذلك أتمنى تطبيقه بجامعتى القاهرة وعين شمس ثم الأزهر ، وأن تفتح الأبواب له بعد التنسيق لأن هذه الجامعات تعانى الإمكانات الضعيفة جدا فى الميزانية، فيسهم في تحسين تجربة التعليم وتوفير فرص تعليمية متميزة لجميع الطلاب بلا تفرقة.