من يتابع بدقة ماحدث ويحدث فى التعليم الآن لا يصعب عليه اكتشاف الخطة الجهنمية لتدمير التعليم ومصر، من خلال اختيار وزير لا علاقة له بشئ حتى بالهواء، ثم رفض تعيين نصف مليون معلم عجزا مع وجودهم بالفعل بالشارع وبالمقاهى ..وبعد تعب الدولة وتعبهم وأسرهم فى التعليم، مع تشغيل معلمين ممن افترض استهلاكهم نفسيا صحيا ومعنويا بعد المعاش، ثم التعاقد الوقتى مع 50 ألف معلم محسوبين على الشارع، ووضع الأسئلة بالصح والخطأ، للتشجبع على الغش، وإهمال إقامة مدارس جديدة أو وضع الحل الفعلى لمشكلة الكثافة باعتماد أقل ميزانية للتعليم، ثم تأتى الخطة الجهنمية بتحميل مدارس المراحل الثلاث: فيكون الثانوى العام فترة مسائية وهو اعتراف بعدم حضوره هذا العام، ولا بأس ليس بجديد، أملا فى إلحاق طلاب الإعدادى صباحا بنفس المدارس على طريقة “الفنكوش” لحل مشكلة الكثافة، لسبب بسيط هو أن مدارس الثانوى فى حدود 3.500مدرسة فى حين الإعدادى 15 ألفا فكيف نضع الفيل فى المنديل بالثانوى، والنكتة الأكبر أن مدارس الابتدائى تزيد على 45 ألفا بنحو 24 مليون طالب، كيف سيحلون فى مدارس الإعدادى؟! أجد أن ذلك تخبط واضح وتلاعب بالعقول والأوراق والنكتة التى لاتعقل هو تطبيق نظام “الفصل الطائر” والذي يتنقل طوال النهار فى فصول الأنشطة… ياسادة للمرة المليون: لا تقدم أو تنمية لمسافة ملليمتر واحد دون النهوض بالتعليم، بتوفير كل احتياجاته، ولعل تجارب الدول المتقدمة باعتماد كل احتياجات التعليم والذى قفز بها من الكوارث والضنك إلى التفوق على كل المستويات، قولا واحدا: لا نهضة ولا تنمية دون حل مشكلات التعليم والاستعانة بالخبراء واعتماد مالا يقل عن 20% من الميزانية للتعليم على حساب كل شئ آخر.. لايعقل أن تكون مصر التى علمت العالم معنى الحضارة وسبقت الجميع فى الشرق والغرب تتعرض لهذا التلاعب فى مستقبلها، وتكون فى ذيل الدول المتخلفة حتى عربيا وإفريقيا، تفوقوا عليها بمراحل..كل هذه جرائم لا تغتفر، ليتولى المعتوهون المواقع ويسوقون العلماء والنبهاء إلى ضياع مصر…أتخيل أحيانا مع خطوات التعليم الهدامة، أننا فى دولة معادية ..يارب ارحمنا ..