ما يحدث فى الضفة الغربية الآن من اقتحامات، وتدمير، وتخريب يطرح أسئلة صعبة وكاشفة حول مستقبل حل الدولتين، وجدية إسرائيل فى هذا المجال.
الأخطر أنه يطرح أسئلة صعبة أخرى حول ما حدث فى السابع من أكتوبر الماضى، وهل كان «فخا» إسرائيليا؟
السؤال هنا لا يتعلق بحق المقاومة، لأن المقاومة كانت وستظل حقا مشروعا للشعب الفلسطينى طالما ظلت أراضيه محتلة، وإنما المؤامرة هنا تتعلق بالجانب الإسرائيلى «ونيته المبيتة» حول اقتحام غزة سواء أكانت هناك عملية 7 أكتوبر أم لا، وأن تلك «النية» كانت قائمة، ولا ينقصها إلا اختيار التوقيت.
يطرح هذه الأسئلة بقوة ما يحدث فى الضفة الغربية التى تخضع للسلطة الوطنية الفلسطينية، وليس لسلطة حماس، أو الجهاد، أو غيرهما، وهو ما يعيد سيناريو حصار الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، واقتحام مقره فى مارس عام 2002، وانتهت العملية باقتحام القوات الإسرائيلية للمقر الرئاسى الفلسطينى خلال الانتفاضة الثانية التى استمرت لما يقرب من 3 سنوات، وقد أدى ذلك الحصار إلى تدهور صحة الرئيس الفلسطينى ووفاته فى باريس بعد أن تأخر علاجه.
المشكلة أن نيتانياهو وحكومته لا يتعلمون من دروس التاريخ، ولديهم أوهام وخرافات، ويخلطون ما بين هو دينى وإرهابى، وتحولوا إلى مجموعة إرهابية تحكم دولة إسرائيل، والعالم يكتفى بالصمت، أو التنديد الخافت، فى حين تقدم الإدارة الأمريكية كل الدعم اللازم لاستمرار العدوان الإسرائيلى.
اقتحامات الضفة الغربية تؤكد عدوانية حكومة الاحتلال الإسرائيلى، وأنها لا تطارد حماس أو الجهاد فقط، وإنما تطارد كل ما هو فلسطينى كما جاء على لسان نيتانياهو، حينما شبه فتح بحماس قائلا: «فتحِستان وحماسستان»، فهو يرفض بالمطلق كل ما هو فلسطينى، لكنه فى الوقت نفسه يكرر بغباء نفس الأخطاء الإسرائيلية السابقة.