من يتابع قرارات وزارة التعليم وقبيل بدء الدراسة بأيام، لابد أن يحس بفاجعة أصابته فى أعز ما يملك، فإن وزارة المصيف غير المتفرغة للشعب المصرى، إلا من الضرائب، بدأت اليوم تلاحق المدارس بأقصى سرعة للاستعداد للعام الدراسى، ولأن الوقت قاتل أرسلت رسائل صوتية والواتس، برغم أن الوزارة لها أكثر من شهرين عارية على البحر، لأنها جاءت من المصيف أو موزمبيق فاكتشفت أن نحو 26 مليون طالب يستعدون للعام الدراسي الجديد، فأصدرت تعليماتها الصوتية للمدارس بسرعة الاستعداد بقوائم الفصول والمعلمين فى 3 أيام وتحديد العجز فيها، وبرغم التأكيد بأن الفصل لن يزيد على 40 طالبا فإن التعليمات تطلب زيادتها إلى 50 لسد بعض العجز، وليس هذا بالقاهرة والجيزة التى تصل كل منهما إلى 60. وأن يتحمل كل مدرس فصل ومعلم أساسى بالمدرسة الجدول كاملا، دون الالتزام بالنصاب القانونى ودون أى عذر، مع أن جميع المعلمين أصبحوا كبار سن لعدم وجود تعيينات جديدة أساسية منذ 20 سنة، فلم تكن تعوض بديلا للمعاشات، فإن هذه الجداول انتحار حقيقى ليس للمعلم فقط ولكن للوزارة المترنحة، لاستحالة تنفيذها، إضافة لحصص الاحتياط الإجبارى، ثم تستكمل العجز بمعلمى المعاشات.. وهل هؤلاء يقدرون على جدول كامل فى هذه السن ومعظمهم مرضى؟!وبنفس النص الكل يعمل طوال النهار بلا رحمة لايرتاح دقيقة واحدة، أما دراسة الصف الثالث الثانوى، فتكشف وزارة التخبط أنه سيعتمد على محاضرات يلقيها موجه أول كل مادة بالإدارة بالأجر مثل “السنتر”, وطبعا لن يحضر أحد “واضرب” فواتير مزورة مجاملة الموجه, ولم يقولوا من أين سيدفع الأجر ؟! الطالب أم الوزارة المتسولة، ثم أين سيلقى هؤلاء محاضراتهم ولا توجد قاعات لعدد كبير من الطلاب مرة واحدة مع غياب أدوات الشرح المطلوبة، ويتضح من ذلك اعتراف صريح بعدم حضور الطلاب، ثم يأتى دور مدرسى الحصة من الشارع والذين لم يتم تحديدهم أو قبولهم حتى الآن، وطبعا سيضيع وقت دراسى طويل لمعظم الطلاب بلا حصص أو تعليم ..هل هذه وزارة مصرية وطنية ؟! أشك فى ذلك .. …خاطبتنى معلمة قاربت الستين وحالتها الصحية سيئة: “كيف يلزمون المدرس بحصص زيادة فوق نصابه لو رفض يتم التنكيل به، وكلنا بنصرخ مش قادرين لظروفنا الصحية، بالزامنا نشيل حصص احتياطي والاشراف، حتى لا يعينوا مدرسين جدد.. الإدارة كاملة بها 70 مدرسة ينزل لها 24 مدرس من دفعة التعيينات، هذه مسخرة أقسم بالله، طبعا مش هيسدوا أى عجز بالمدارس. حسبي الله ونعم الوكيل”..أفضل تعليق …هذه أكبر مسخرة !!