التفكير والتدبر نعمة ربانية عظيمة اختص الله بها الانسان وميزة بها عن غيره من بين سائر المخلوقات والتفكير والتدبر السليم يوصل صاحبه الى الخير فى الدنيا والاخرة
وقد ورد التفكير فى مواضع كثيرة من القران الكريم حوالى 19 موضع وختمت سبع ايات من القران بقول الله عز وجل لقوم يتفكرون
والتفكير والتدبر من افضل انواع العبادات فدعا رسول الله صل الله عليه وسلم الى التفكير فى ايات الله وفى بديع خلقه ونهى عن التفكير فى ذات الله عز وجل فعن عباس قال ان قوما تفكروا فى الله عز وجل فقال النبى تفكروا فى خلقه ولا تتفكروا فى الله فانكم لن تقدروا قدره
واشار القران الكريم الى القوم الذين يعقلون عقولهم وتفكيرهم فقال تعالى افلم يسيروا فى الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها واذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور
والتفكير السليم يرتبط بالادله والبراهين الثابتة فقال تعالى كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون وقال تعالى ايضا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم لعلهم يتفكرون وقال تعالى تلك الامثال مصربها للناس لعلهم يتفكرون
والتفكير والتدبر فى زمننا هذا انواع فهناك قوم شغلوا انفسهم عن التفكير السليم بتفكير عقيم واستبدلوا الذى هو ادنى بالذى هو خير فاصبح تفكيرهم وتدبرهم الدائم فى الدنيا وملذاتها وزخرفها واغلقوا على انفسهم مجال التفكير النافع
وهناك قوم جنحوا فى التفكير الى ما وراء حدود العقل فاقتحموا امور لم يعط العقل القدرة على ادراكها فازدادوا حيرة وشكوكا
وهناك قوم تبلد عندهم التفكر والتدبر فاصبحوا ينظرون للامور بلا تفكر ولا تدبر ببلادة ولا يؤثر فيهم اى شئ
ونحن الان نعيش فى زمن كثرت فيه الفتن والمنكرات والتشكيك والاشاعات اصبحنا فى زمن يحس ويشعر فيه المتفكر والمتدبر بغرابة شديدة ونحن فى امس الحاجة للتفكر والتدبربعقلانية سليمة ترتبط بجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بمجال التفكر عن طريق البحث العلمى والملاحظة الدقيقة وما يصدقة العقل ويجب الا يكون تفكيرنا وتدبرنا مرتبط بالميول والانفعالات العاطفية والتحيز الاعمى مما يجعلنا نقع فى الاخطاء فقال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن يتبع هواه بغير هدى من الله وقال تعالى لا تتبعوا الهوى ان تعدلوا
التفكر والتدبر نعمة من الله ميز بها الانسان عن غيره من سائر المخلوقات فاحسنوا التفكر والتدبر لنحيا حياة سليمة سعيدة امنه