نقاط موجزة حول طبيعة الحملة الإيرانية الصاروخية على إسرائيل وأهدافها
1ــ بعد اختلافات عميقة داخل مراكز صنع القرار في طهران حول الرد الإيراني على التمادي الإسرائيلي في الحرب على عدة جبهات، من عدمه، اتخذت إيران مساء الثلاثاء 1 أكتوبر 2024م، قرار القيام بحملة صاروخية تستهدف الأراضي الإسرائيلية.
2ــ المعلومات المتوفرة حتى الآن حول أنواع الصواريخ التي انطلقت من إيران في طريقها إلى تل أبيب تفيد بأنها من طراز “فتاح” الفرط صوتي، والمؤكد أن هناك حملتين صاروخيتين كبيرتين كل واحدة منهما تقدر بنحو 200 صاروخ على الأقل وأصابت أهدافها بالفعل في قلب تل أبيب.
3ــ تستغرق الصواريخ الباليستية ذات التكنولوجيا الإيرانية ما متوسطه 7 دقائق لقطع المسافة بين الأراضي الإيرانية والأراضي الفلسطينية المحتلة التي توجد فيها إسرائيل وهي تقريبا نحو 1500 كم، إذا انطلقت الصواريخ من القطاع الغربي للأراضي الإيرانية.
4ــ على هذا النحو يتضح أن إيران حسمت أمرها وقررت القيام بعملية صاروخية من شأنها إفهام تل أبيب أنه من الضروري وضع حد لسلوك نتنياهو بناء على ضغوط ومطالبات من قادة حزب الله وقادة الجماعات الأخرى بضرورة التدخل، وإلا سقطت هيبة القيادة بين الوكلاء والحلفاء والشركاء.
5ــ العامل الثاني والمهم أن إيران رأت أنها بهذه العملية تحمي نظريتها الخاصة حول “أمنها القومي”، إذ إنها لو صمتت على الاجتياح البري للبنان وبالتالي السماح لإسرائيل بتدمير البنى التحية الأساسية لقوة الرضوان التابعة لحزب الله؛ فمعنى ذلك أن أراضيها نفسها وبيتها نفسه سيكون الهدف التالي لبنيامين نتنياهو.
6ــ إضافة إلى أن ترك حزب الله فريسة سهلة ــ من دون ظهير يحميه ــ لإسرائيل معناه فقدان كل ما أنفقته على هذا الحزب في أكثر من 40 عاما، وهو الذي يعد أقوى أذرعها على الإطلاق، وهو الآن أقوى جماعة مسلحة تمتلك أسلحة ثقيلة في العالم وربما في التاريخ.
7ــ عليه كان القرار بهذه الحملة وهو بالتأكيد قرار سياسي قبل أن يكون عسكريا وهو ليس إعلان حرب؛ والدليل أن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قالت في بيان أنه إذا تجرأت إسرائيل على الرد أو ارتكبت أعمالا خبيثة فسيكون رد طهران مدمرا، وهو ما يعني توقع إيران أن إسرائيل لن ترد تماما كما لم ترد في عملية الثالث عشر من إبريل عام 2024م.
8ــ والمؤكد أن تلك الحملة الصاروخية ليست إلا رسالة من طهران إلى واشنطن في المقام الأول وهي التي تدير تل أبيب، ومفاد الرسالة أن إيران لن تبقى في وضع المتفرج في الشرق الأوسط بينما يقوم نتنياهو بالنقلات المتتالية واحدة تلو الأخرى من غزة إلى لبنان إلى اليمن من دون أي نقلة مقابلة من الطرف الآخر الذي يجلس بصبره الإستراتيجي على رُقعة الشطرنج.