كتب – خالد الرفاعى
صدر كتاب “عبد المنعم إبراهيم عصفور الفن” عن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما للناقد الفني الصحفي أحمد سعد الدين، الذي يرصد فيه مسيرة الفنان عبد المنعم إبراهيم من النشأة إلى الحياة الأسرية وبعد أولاده عن الفن ورحلته في السينما والمسرح والإذاعة وبطولته الوحيدة وظلم المخرجين له واعتمادهم عليه في إشاعة البهجة في الأفلام.
يتتبع فيه الناقد الفني أحمد سعد الدين تتبعا دقيقا رشيقا موثقا من عدة زوايا حقيقة موهبته وعلمه وعمله يرصد تاريخه وأثره وفائدته. يتنقل مابين محطات حياته ويبرز ويجلو ما علق بها من تراب التجاهل وما اعتراها من طمس، ويؤكد لنا أنه فنان من طراز فريد رغم حياته ومسئولياته ومآسيه لم تؤثر على أداء دوره ورسالته في إمتاع الناس وإسعادهم دون إسفاف أو ابتزال ويعتمد في كوميدياه على ملامح وجهه وصوته وخفة ظله وسرعة حضوره و” لزماته و قفشاته” المحببة التي لا تخشد الحياء، وتترك أثرا إيجابيا في المتلقي أو المشاهد لأنه يعي ويفهم ويدرك خطورة دوره ورسالته من أجل ذلك لم يكتف بالموهبة فقد صقلها بالدراسة والقراءةوالتعلم والتجديد وقد تتلمذ على يد عمالقة الفن.
وهو إن حصل على بطولة وحيدة في حياته في فيلم “سرطاقية الإخفاء” .. حيث جسد شخصية “عصفور” التي دفعت براعته في أداء الدور المؤلف لأن يجعله عنوان الكتاب ..لكن رغم صغر أدواره في العديد الأعمال فهي مؤثرة لدرجة أنها كانت في كثير من الأحيان من عوامل الأساسية في نجاح الأعمال وإقبال الجمهور عليها، ولعلنا لاننسى أدواره الخالدة، فكان نعم المعلم لمشاهديه ومتابعيه ومؤدي الرسالة دون تكلف أو ابتزال في سلاسة وعذوبة، جعلت منه نجم الكوميديا الجادة”
يقول الناقد الفني أحمد سعد الدين في كتابه :” مرحلة النضج والتوهج في حياته بدأت من الخمسينيات أصبح المخرجون يعتمدون عليه بشكل لإشاعة البهجة في أفلامهم يكفي أن نذكر أنه خلال فترة الستينيات فقط شارك عبد إبراهيم في قرابة التسعين فيلما منها أفلام تركت أثرا في المشاهدين حتى وقتنا هذا الطريف أنه في تلك الأفلام قد جسد بعض الشخصيات المتشابهة في المهنة والشكل والدور لكنه نجح في ألا يكرر نفسه في أي منها فقد جسد شخصية امرأة في ثلاثة أفلام “سكر هانم” و “إشاعة حب” و”أضواء المدينة” وجسد شخصية الشيخ الأزهري في أكثر من عمل مثل “إسماعيل ياسين في الأسطول” و “السفيرة عزيزة “و “فيلم “المرايا مع ذلك لم يكرر نفسه أبدا وهذا في حد ذاته موهبة قلما توجد في أحد “.
إن تناول الناقد الفني أحمد سعد الدين لحياته كانت إضاءات كاشفة على جوانب عدة منها حياته الأسرية والفنية عرضها بسلاسة وحيادية جعلت الكتاب يجمع بين الأمانة العلمية والروعةالفنية كأنه يحكي قصة نسمعها دون كلل أو ملل مستخدما أسلوب الحكي الإذاعي والتليفزيوني، فجمع بين عذوبة العرض وأمانة المعلومة.
وذيل كتابه برأي النقاد والصحفيين بالإضافة إلى صور شخصية وصور من من أفلامه ومسرحياته، مشاهد تعبر عن رؤيته وتعضد رأيه ورؤيته وللقارئ أن يقارن ويحكم بين الكتاب و ما شاهد.
قدم لنا ناقدنا الفني سعد الدين وجبة فنية ودراسة موثقة بالإضافة للمقالات والصور ولم يكن متحيزا بل كان راصدا أمينا مع شخصية فنية شاهدها الجمهور وتعامل معها الأصدقاء وعرفهاوخبرها وتأثر بها الكثير.
إن الناقد الفني والمؤرخ السينمائي لا بد أن يرصد ويتتبع ويتحرى الدقة والأمانة وإن كان هناك ما يؤخذ على الفنان عليه عرضه لكي لا تكون شهادته متحيزة وهذا ما فعله الناقد الفني أحمد سعد الدين .