يُصنَّف النمل باعتباره أحد أنواع الحشرات المنتشرة بأعداد هائلة للغاية في جميع أنحاء العالم، وتصل أعداد أنواع النمل إلى 12 ألف نوع، وهو ينتمي إلي مملكة الحيوانات، شعبة “مفصليات الأرجل”. وتكون دورة حياته قصيرة، حيث تقتصر في حالة الذكر على عدة أيام والذي يموت بعد التزاوج بينما تعيش ملكة النمل لعدة سنوات، ويعيش عمَّال النمل فترة تتراوح من بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر،
يشترط أن يتواجد في كل مستعمرة نمل ملكةٍ واحدة، والتي تكون أنثى كاملة التكوين من النمل، وتناط هذه الملكة بالمسؤولية عن التكاثر من خلال التزاوج مع الذكور في مستعمرات أخرى أو التزاوج مع العديد من الذكور. وتستمر ملكات النمل في وضع البيض طَوال العام، وتعيش ملكة النمل فترة أطول من غيرها حيث يصل عمر بعض الملكات إلى 30 عامًا.
التركيب الخارجي :
يتألف جسم النملة الخارجي من الرأس والصدر والبطن، وهي تمتلك هيكلاً خارجياً صلباً مصنوعاً من مادة “الكيتين” والتي تمنح النمل قوة كبيرة، حيث يمتاز النمل بقوةَ هائلة مقارنةً بحجمه الصغير، إذ إن النملة الواحدة تستطيع حمل قطعة طعام بوزن 10 أضعاف النملة. ويمتلك النمل عينين كبيرتين فضلاً عن مجموعة من العيون الصغيرة على جانبيها، والتي تتمثل مهمتها في استشعار الضوء والظل. ولا يمتلك النمل أنفًا، والتي يستعاض عنها بالهوائيات التي تساعده على تمييز أقرانه من النمل بنفس المستعمرة، واكتشاف به الأعداء وخلق مسارات من خلال الرائحة للعثور على الطعام. كما أن الفك العلوي للنمل يُساعده على اكتشاف الروائح، بينما تستخدم الفك السفلي للإمساك بالأطعمة وحملها وتقطيعها. وتسير النملة على 6 أرجل ترتبط جميعها بمنطقة الصدر. وتتنفس النملة من خلال فتحات وثقوب متناهية الصِغْرَ والتي تنتشر في جميع أنحاء جسمها. وتتحدد فصائل النمل الفرعية من خلال “السويقة”، وهو الجزء الذي يربط بين الصدر والبطن وقد يكون عبارة عن قطعة واحدة أو قطعتين.
التركيب الداخلي:
وهو عبارة عن رأس النملة والذي يحتوي على الأعضاء الحسية الرئيسية إلى جانب الأعضاء المسؤولة عن معالجة الطعام، مثل العضلات التي تتحكم بالفك السفلي والفم الذي يوصل الطعام إلى المريء إلى جانب الدماغ الذي يمنحه القدرة على التذكر والتعلم. وكذلك الجزء الخلفي من القفص الصدري والذي يحتوي على فتحات لتبادل الغازات وانتقال الدم عبر أنبوب طويل يبدأ من الرأس. وأيضًا البطن التي تحتوي على الأعضاء التناسلية ومعدتان. وأخيرًا الأعضاء التناسلية التي تكون على هيئة أنبوب.
الصفات السلوكية للنمل :
*التواصل:
حيث يستخدم النمل مادة كيميائية اسمها “فيرمونات” للتواصل، حيث يضعها النمل في مسار لتتبعها المجموعات وهو ما يُفسِّر طوابير النمل، ولعل هذا التواصل الكيميائي المُعقَّد هو طريقة التواصل الأساسية بين النمل.
*النوم:
تختلف طريقة نوم النمل حسب نوعه، فهناك نمل يغفو لمدة 8 ساعات يوميًا، بينما يغفو عُمّال النمل لمدة 8 دقائق كل 12 ساعة، وبعض النمل يأخذ 250 غفوة مُتقطّعة وعلى فترات غير منتظمة خلال اليوم، حيث تكون مدتها دقيقة واحدة تقريباً، أما ملكات النمل فقد تنام لمدة 9 ساعات خلال اليوم. علمًا بأن سلوك القيلولة المتقطع هذا من أجل بقاء عدد كافي من عُمّال النمل لحماية المستعمرة وخدمتها، وهو ما يؤثر على حياتها، فهي تعيش 6-12 شهرًا فقط، بينما تعيش الملكة لمدة قد تصل إلى 6 سنوات.
*صوت النمل:
تُصدِر النملة صوتًا يُسمّى “الصرير” باستخدام عضو مُخصَّص لذلك، ورغم أن هذه الأصوات تكون خافتة وغير مسموعة لدى البشر، إلا أنها تكون مسموعة بين أسراب النمل.
*بناء البيوت:
يبني النمل بيوته في بيئات مُختلفة تُسمى وديان وهي متعددة الأنواع مثل “الوديان الانتهازية”، والتي يبنيها النمل في أي مكان تتوافر به احتياجاته، من رطوبة وغذاء وحماية وهي مثل أجزاء المنزل والأخشاب. وأيضًا “وديان التربة” وهي بيوت يحفرها النمل كأنفاق أسفل التربة. و”الوديان المُعقدة” وهي بيوت متراكبة تمتد عدة أقدام تحت الأرض وتتألف من أنفاق متشابكة ومتصلة وتكون مُغطاة بتلال ترابية كبيرة.
*التكاثر:
تناط ملكة المستعمرة بالمسؤولية عن التكاثر، فهي تتزاوج مع عدد من الذكور خلال فترة التزاوج فقط، ثم تُخزّن الحيوانات المنوية في كيس داخل جسمها وتبقى محجوزة فيه حتى تفتح صمامًا يسمح بدخولها للجهاز التناسلي وتخصيب البويضات، وبعد التزاوج تفقد الملكة والذكور أجنحتها، ثم تبحث عن موقع جديد من أجل التزاوج والتكاثر.
*رعاية الصغار:
يُطلَق على صغار النمل اسم “اليرقات” وتكون على شكل دودة صغيرة، وهي لا تمتلك أي هوائيات لاستشعار المحيط والتواصل مع المجتمع حولها، وتُعبّر عن جوعها بإصدار حركة غريبة بجسدها، ولهذه اليرقات عدة فوائد إذ تُوكّل إليها مهمة غزل الحرير لبناء الوديان والأعشاش.
د/ إيمان القصبي