في تصريح لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد فيه انه سيتم إطلاق تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، داعيًا في هذا السياق جميع الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ القرار بالانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ (149) دولة مُعترفة بفلسطين.
والحقيقة أنه من الأولى والضروري أن نتحلى نحن بالشجاعة واتخاذ القرار، ويتم إطلاق تحالف عربي؛ حيث إن هناك حكمة تقول إنه ما حك ظهرك مثل ظفرك؛ بمعنى أنه لن يداوي جراحك ويخفف وجعك ويزيل تعبك إلا أنت، وهذا في حالة الفرد، أما في حالة الوطن والعروبة، فإنه لن يوقف الإبادة الجماعية البشرية والمجازر البشعة اليومية لأهل غزة والدمار والخراب لها من قبل المجرم الصهيوني نتانياهو ومن وراءه بايدن، إلا بالإسراع في تكوين تحالف إستراتيجي عربي، وتدشين قوة ردع عربية تشارك فيها كل الدول العربية والخليجية والإسلامية، وتعلن أنها سوف تتدخل لإنقاذ ما تبقى من أهل غزة، والدفاع عنهم ضد السفاح الصهيوني وعصابته ما لم يتم وقف هذه الإبادة فورًا.
وقوة الردع العربية التي من الضروري إنشاؤها ليس لوقف الحرب الصهيونية القذرة فقط، ولكن لمواجهة ما هو آت في الغيب؛ وذلك بعد التصريحات المريبة والخطيرة للرئيس السابق دونالد ترامب، خلال وجوده في حشد للجاليات اليهودية بمناسبة ترشحه للانتخابات الأمريكية عندما قال: (عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط، أجد أن إسرائيل بقعة صغيرة جدًا، مقارنة بالمساحات الشاسعة من الأراضي حولها، ولطالما فكرت هل من طريقة لحصول إسرائيل على مزيد من المساحات).
وهنا يجب على العرب ضرورة أخذ هذه التصريحات بمحمل الجد؛ لأنه في حالة فوزه بالرئاسة الأمريكية، بلا شك سوف يطلق العنان للاحتلال الإسرائيلي ويمده بكافة السلاح والعتاد لاحتلال مزيد من الأراضي العربية، ويعربد في المنطقة دون ضابط ولا رابط، وحينها سوف نبكي علي اللبن المسكوب ولكن بعد فوات الأوان، ويكون العدو الإسرائيلي قد قطع شوطًا كبيرًا لتنفيذ خططه التي يحلم بها من المحيط للخليج ومن النيل للفرات، ولذا لن يردع هؤلاء المجرمين والغزاة الجدد والمحتلين إلا وقوف العرب صفًا واحدًا، وإنشاء جيش عربي قوي، والتهديد بسحب الاستثمارات الخليجية من دول أوروبا وأمريكا، ومنع تصدير البترول لها، ولعل لنا في حرب أكتوبر المجيدة عبرة؛ حيث نصر الله كان حليفنا؛ عندما كان العرب يدًا واحدة، فهل نستعيد وحدة أكتوبر!!
mahmoud.diab@egyptpress.org