نظرت في المرآة بعد أن هجرتها وخاصمتها لمدة طويلة ، لترى امرأة شبه صلعاء ،شاحبة ،تكسو وجهها التجاعيد،باهتة الملامح، مشوهة بعد عمليات تجميل فاشلة ،نظرت في حسرة لصورتها المعلقة على الحائط في أوج شهرتها ونضارتها وجمالها، يدها المرتعشة تمتد في عصبية ولهفة لصندوق مساحيق التجميل ،طقم الأسنان،الشعر المستعار الطويل ، عدسات العين الملونة ، حليها القرط ،البروش ، الحلق ، ارتدت فستانا عاريا غالي الثمن مرصعا بفصوص من الألماس اشترته خصيصا لتحضر به المهرجان حيث التباري في ارتداء الفساتين العارية ،والتصوير على السجادة الحمراء، لكن المسؤولين على المهرجان لم يقوموا- كما عودوها سابقا – بدعوتها مع رجاء حار وسيل من الاتصالات لتشرفهم بالحضور ، مع الصمت المطبق لهاتفها المحمول ، تعطرت بأغلى العطور ، تستعرض جسدها البالي ،تنزع عن كل من ركبتيها المشد المطاطي ،تقف مترنحة ، تحاول السير فتتعرج ،فجأة تخاطب المرآة .. لا ماهذا،متأملة في جزع التجاعيد والترهلات في جسدها وصدرها ،لا ليست تلك التي أراها في المرآة هي أنا ، ألقت بجسدها النحيل المكدود المنهك على حافة السرير ، زحفت بظهرها حتى استقرت رأسها على الوسادة ،تمددت ،وفي غفوتها تسللت لحضور المهرجان حيث لم يعرها أحد اهتماما لامن النجمات والنجوم ولا المصورين ،بل طاردتها نظرات السخرية بعد أن أصرت- وهي تعرج- المشي على السجادة الحمراء ،يرتفع صوت حشرجة أنفاسها ،يعقبه هدوء تام.